علامات و دلائل الساعة
علامات و دلائل الساعة هي مجموعة الظواهر والأحداث التي تتوالى من السنة التي بُعث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة. وهي تنقسم إلى علامات و دلائل كبرى وعلامات و دلائل صغرى، والعلامات و دلائل الصُغرى هي التي تحصل قبل قيام الساعة بفترة طويلة، وهناك علامات و دلائل صُغرى وقعت بالفعل ومنها ما لم يقع بعد وقد يتكرر حدوث هذه العلامات، أما العلامات و دلائل الكُبرى هي التي تكون قبل قيام الساعة بفترة قريبة، وتتميز هذه العلامات و دلائل بأنها تقع متتابعة فإن ظهرت أول علامة فإن بقية العلامات و دلائل تأتي بعدها تباعاً، وسوف نقتصر بالحديث عن ظهور علامات و دلائل الساعة الكُبرى.
علامات و دلائل الساعة الكُبرى
العلامات و دلائل الكبرى هي عشر علامات و دلائل وورد ذكرها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي:
- خروج الأعور الدجال: وهو رجل ضخم البنية، مخلّد في الدنيا، ووضع له الله تعالى قدرات خارقة، فهو يستطيع أن يُحيي ويُميت، ومعه جنة ونار، وينتقل بين أرجاء الأرض بسرعة كبيرة، ويدعي النبوة، ثم يدعي بأنّه ربُّ العباد والعياذ بالله، ويُمسك المطر ويمنع الرزق ويبسطه حتى يؤمن الناس به، والمؤمن الحق يعرفه ولا يتبعه، أما الكافر والمنافق فإنه يصدقه لقدراته الخارقة ويتبعه.
- نزول عيسى بن مريم: ينزل المسيح سيدنا عيسى عليه السلام ليقتل الأعور الدجال، ويحكم عليه السلام الناس بالإسلام حيث يمسح الله جميع الأديان من على الأرض ليبقى الإسلام هو الدين الوحيد عليها.
- خروج يأجوج ومأجوج: وهم قوم كثيرون جداً يعيثون في الأرض فساداً، وهم الذين ذُكروا في سورة الكهف، وهذا يكون في زمن عيسى عليه السلام، ويهرب المسلمون منهم إلى رؤوس الجبال، ويبعث الله لهم دودة تسمى النغف تقتلهم كلهم كقتل نفس واحدة، ويدعو عيسى عليه السلام ربَّه أن يخلص منهم فتأتي طيور تحمل جثثهم.
- حدوث الخسوف: وهي ثلاثة خسوفات تحدث في المشرق والمغرب وفي جزيرة العرب، وهو خسف عظيم للأرض يبتلع الناس في جوفه.
- خروج الشمس من مغربها: فتشرُق الشمس من الغرب بدلاً من الشرق ويتبدّل الوقت فيصبح النهار ليلاً والليل نهاراً، وعند خروج الشمس من مغربها يُغلق باب التوبة فمن لم يتُب فلن تكون لديه فُرصة بعد هذا الحدَث بالتوبة.
- خروج الدابة: وهو حيوان يخرج من مكة، يتكلم مثل الناس ولا يتعرض له أحد، ويكون خروجها متزامناً مع شروق الشمس من مغربها.
- النار: وهي نار يملأُ دُخانها السماء وتخرُج من اليمن، وعندها يهرُب الناس إلى بلاد الشام وهو مكان الذي سيحشُر فيه الله عباده تمهيداً لقيام الساعة وتبقى النار تُلاحقهم حتى يصلوا بلاد الشام.
ومن علامات و دلائل الساعة التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث مُنفصل خروج المهدي، وهو رجل يحمل اسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نفسه، وهو من نسله أيضاً، وهو رجلٌ يحكُم الأرض ويملؤها بالعدل لمدة سبع سنين، وفي زمانه تُنبت الأرض ويكثُر المطر وكذلك المال في أيدي الناس.
هذه العلامات و دلائل الكُبرى التي ورد ذكرها في الأحاديث الصحيحة، وترتيبها لا يعلمه إلى الله وهو غير معلوم إلا أنّ خروج الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول سيدنا عيسى عليه السلام هي العلامات و دلائل التي يأتي ترتيبها بدءاً بخروج الدجال وقتل سيدنا عيسى له ثُم خروج يأجوج ومأجوج، أما عن وقت ظهور علامات و دلائل الساعة الكُبرى فهو في علم الغيب أيضاً ولن تظهر العلامات و دلائل الكُبرى قبل ظهور جميع العلامات و دلائل الصُغرى، والله تعالى أعلم.