أختي المسلمة:
بما أن الله من عليك بالزواج ، وتحصين نفسك ، فإعلمي أن الله اختارك لتقومي وتكملي نصف مجتمعك فأنت الأم والأخت والإبنة، وإن كان الله قد وهب الرجل جسما قويا فقد وهبك عاطفة قوية ، وكم خارت سلاطين الرجال عند قوة عاطفة المرأة. وإعلمي أن هذه العاطفة بمقدورها أن تسخر لك هذا الزوج ليحسن إليك ، ويحترمك ، ويسعد معك وأبناءك ، فكلما أدفأت بيتك بتلك العاطفة ، تحصني زوجك وأبناءك بالمحبة والقوة.
إعلمي أختي أن المرأة لا تسعد إلا بدينها ، وإن واجبك تجاه الله ورسوله أولا ، وتحكيم شرعه عليك وعلى بيتك ، وعلى معاملة زوجك ستصلين إلى محبة الله وزوجك. إعلمي أختي أنك بمجرد انتقالك إلى بيت زوجك ، بدأت برعاية غيرك ، بعد أن كنت مدللة تحت رعاية والديك ، فإحملي ما تعلمت منهم من الحنان والعاطفة والعطاء ، وإبدئي دورك في مسؤوليتك الجديدة (( فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )).
ونحن نعلم أن زوجك مسؤول عنك ، ولكن لن يهنأ إلا إذا كنت راضية عنه ، محبة له ، شاركيه فرحته ، حاولي حل مشاكله إذا كان بمقدورك ، أو اسمعي إليه إذا لم تقدري على تقديم الحلول ، فسماعك يكفيه ، كوني له أما حين يحتاج العطف ، وزوجة حين يحب التسلية ، وأختا ترعاه حين يحتاج المساعدة ، وابنة حنون حين يريد أن يرى الحنان.
إعلمي أيتها المدللة أنه يجب عليك أن تعلمي أنك أصبحت الراعية لهذا البيت ، والمربية ، والوفية حين الضيق، والصابرة والمحتسبة عند الشدائد ، لا تحرمي نفسك فرصة التعلم ، كوني مطلعو ، واعية، راشدة ، متحجبة ، محتشمة ، وقورة، ورزينة ، ومصلية تتوق إليك نفس زوجك كلما نظر إليك.
إعلمي أن لزوجك عائلة له أم مثل أمك وأب مثل أبوك ، احفظيهم وعامليهم بما يرضي الله ويرضي زوجك قدمي لهم قدر الاستطاعة وسامحيهم كما تسامحين والديك ، لا تثقلي الهموم على زوجك ليثقل عليه حمل بيته ، حاولي أن تنظمي وقتك لتنظيف بيتك والقيام برعاية أبنائك، وحاولي إعطائه دوره الذي يريد. اصبري على الشدائد ، وكوني قنوعة راضية بما قسمه الله لك ، أحسني السمع والطاعة. تفقديه حين يجوع ، وأريحيه حين نومه ، احرصي على ماله ، أعطيه حسن التقدير والاحترام ، وتعلمي حسن التدبير ، لا تعصي أوامره واحذري غضبه ، ولا تنسي فضل الله عليك إذ كرمك وأعطائك أجر هذه الطاعة الدخول إلى الجنة من أي باب شئت.