إن الألفة والحب بين الرجل والمرأة من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }الروم: 21. والمودة والرحمة التي ذكرها الله تعالى في الآية الكريمة تعرف على ما هى إلا الحب بين الرجل والمرأة الذي يجمعهما معا من أجل بناء أسرة متماسكة على أساس قوي من الثقة والشعور بالأمان وحسن الظن.
هناك العديد من الصفات التي يحبها الرجل في المرأة، والعكس. وتختلف تلك الصفات من مكان إلى آخر ومن شعب وطبيعة بشرية إلى أخرى، وتختلف كذلك في المكان الواحد وربما عند الشخص الواحد من وقت إلى وقت آخر. فمثلا حب الرجل للمرأة في مرحلة الشباب يختلف عنه في مرحلة الكهولة أو الشيخوخة، وكذلك حب الشاب العربي لبعض الصفات في المرأة تختلف عن الشاب الأوروبي، وذلك الإختلاف ليس إلا نتيجة للتنوع في الطبائع البشرية، ومن خلال تلك العملية الكبرى في التعارف والتزاوج بين الرجل والمرأة حول العالم تظهر أجيال جديدة تحمل صفات وقيم مختلفة ومكتسبة من ذلك التلاقي والمحبة. وسوف نتحدث هنا عن الصفات التي يحبها الرجل العربي في المرأة، وذلك لأنه كما أسلفنا قد تختلف تلك الصفات من شعب إلى آخر بشكل كبير، مع العلم بأن تلك الصفات قد تختلف من شخص عربي إلى آخر بسبب طبيعة الثقافة والتعليم والحياة بشكل عام. وفي التالي بعض الصفات التي يوجد عليها إجماع أو شبه إجماع في المنطقة العربية على الأقل.
وأول تلك الصفات التي لا يمكن الإختلاف عليها هي الإخلاص، فالمرأة المخلصة في تصرفاتها ومشاعرها تستطيع أن تحفظ الرجل وتمتلك قلبه إلى الأبد، لأنها الأكثر قدرة على الإهتمام به وبالأسرة حال تكوينها دون أن يشتغل الرجل باله بأفكار عن تصرفاتها قد تؤدي إلى الشك، ويجب أن يصاحب الإخلاص الصدق، فالصدق منجاة بالطبع، والمرأة الصادقة نادرا ما تتعرض للمشاكل وعيوب وتستطيع التفاهم بشكل احسن وأفضل ودون تردد مع زوجها لعدم إخفائها أي شيء.
أيضا يحب الرجل المرأة البشوشة، فالجمال نسبي بالطبع، ولكن جمال الطباع والكلمة الطيبة مفتاح المرأة للقرب من الرجل واكتساب محبته، ولا يمكن ان نغفل دور العقل عند المرأة، فالمرأة الذكية تكسب احترام الرجل في جميع المواقف وتستطيع أن تشاركه في تحمل المسئولية واتخاذ القرارات الهامة في حياتهما معا.