النوافل
رحمة الله بعباده واسعة، فقد شرع لهم الفروض، وشرع لهم السنن، وشرع الله لكل فرض من الفروض تطوعا من جنسه، ليكتمل إيمان المؤمن بالقيام بهذا التطوع، والصلاة منها تعرف ما هو فرض ومنها تعرف ما هو تطوع، وكذلك الصيام منه الواجب ومنه التطوع، والصدقة، والحج، ويبقى العبد يتقرب بالنوافل حتى ينال محبة الله تعالى، وصلاة التطوع لها أنواع متعددة، منها ما يشرع له الجماعة كالاستسقاء والكسوف، ومنها مؤقت كصلاة التهجد، ومنها مؤكد كصلاة عيد الأضحى وعيد الفطر، ومنها تعرف ما هو مكمل للفرائض كالسنن الرواتب، وغير ذلك.
السنن الرواتب
هي صلاة تطوع تصلى قبل الفرض، أو بعده، والسنن الرواتب تقسم إلى قسمين:
- رواتب مؤكدة، وهي اثنتا عشرة ركعة: السنن الرواتب المؤكدة ورد عنها في السنة، عن أم حبيبة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بييتا في الجنة، أو إلا بني له بيت في الجنة"، وهي:
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة الظهر.
- ركعتان بعد المغرب.
- ركعتان بعد العشاء.
- ركعتان قبل الفجر، من السنة تخفيفهما، يقرأ فيها المصلي بعد الفاتحة، سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- رواتب غير مؤكدة يقوم بها المصلي ولا يلتزم بها دوما: والسنن الرواتب غير المؤكدة، وهي ركعتان قبل صلاة العصر، والمغرب، والعشاء، ومن السنة أن يحافظ المصلي على أربع ركعات قبل العصر.
يسن لمن فاته شيء بعذر من السنن الرواتب قضاؤها، وإن كان لغير عذر لا يقضيها، ومن نسي شيئا منها قضاه إذا تذكره، وإذا فات المصلي راتبة الفجر، يصليها بعد صلاة الفجر، أو بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريبا، ومن السنة أن يفصل المصلي بين صلاة الفرض، وصلاة الراتبة سواء القبلية أو البعدية بالانتقال أو الحديث، ليفرق بين الفرض والنافلة، ويجوز أن تصلى النوافل في المسجد أو في المنزل، والاحسن وأفضل أن تصلى في المنزل، ويجوز للمصلي أن يصلي الراتبة جالسا، مع القدرة على القيام، ولكن أن يصليها قائما احسن وأفضل من الجلوس، أما صلاة الفريضة فالقيام فيها ركن، إلا لمن كان عاجزا ولم يقدر، ومن صلى الراتبة جالسا لغير عذر فله نصف أجر صلاة القائم، ومن كان له عذر أجره كالقائم، هذا من فضل الله على عباده المصليين، نوع لهم الطاعات، وشرع لهم ما يقربهم إليه، ليرفع بها درجاتهم، ويذهب عنهم سيئاتهم، ويضاعف لهم الحسنات، فلله الحمد على فضله ورحمته.