تشكل فترة المراهقة المرحلة الأصعب بالنسبة للأهل في حياة أطفالهم، حيث تحدث مجموعة كبيرة من التغيرات على الطفل السلوكية والجسمانية تجعله بحالة من الاضطراب الدائم بسبب ما طرأ عليه من اختلافات، كما يشعر الطفل حينها بضرورة التغيير ليواكب الوضع الجديد الذي ظهر عليه، حيث يبدأ بالسعي الدائم للاستقلال والحرية واتخاذ القرارات الشخصية بصورة فردية دون اللجوء للأهل، كما يحاول بصورة مستمرة للخروج من نطاق الأهل وطريقة حياتهم، ويحاول أيضا ابتكار نمط حياة جديد، كما ويسعى لفرضه على من حوله حتى يشعر نفسه بالسيطرة والاستقلال، حيث يجد الطفل في ذلك طريقة لإثبات الذات والتخطيط للمستقبل دون اللجوء لأحد، وتصبح نصائح العائلة لديه أشبه ما تكون بشيء خانق لا يمتلك الرغبة في تنفيذها أو الخضوع لها.
وهنا تبدأ المعاناة؛ فهذه المرحلة أقرب ما تكون لصراع متواصل متعدد الأطراف يسعى كل مشترك فيها إلى فرض رأيه وتنفيذه، حيث يبدأ الأهل باتخاذ العديد من الإجراءات التي تحد من تغير الطفل للأسوأ، ويستخدمون العديد من الطرق ووسائل التي يسيطرون فيها على الوضع الحالي للطفل المراهق.
كيف تتعامل مع المراهق العنيد
تعتبر فترة المراهقة أشبه ما تكون لسنوات مليئة بالعناد والقسوة والتمرد، وذلك بسبب سعي الطفل الدائم للاستقلالية، ويعود ذلك للفوضى العارمة التي تسيطر على نفسية الفرد بسبب انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، والتي يصاحبها العديد من التغيرات النفسية والذهنية والجسمانية؛ لذلك لا بد من احتواء الطفل في هذه المرحلة والتعامل معه بود ومحبة واحترام لأن القسوة في مثل هذه الحالات لا تجدي نفعا، وذلك بسبب ازدياد العناد والإصرار لدى الفرد في القيام بما يرغب، كما يشكل الاهتمام الإيجابي الحل الأمثل في مثل هذه المرحلة، حيث يشعر المراهق حينها بأهميته في أسرته وبمكانته عند والديه، بالإضافة لوجود شيء من الحرية والاستقلالية المحمودة والتي تساهم بشكل بناء في تعزيز شخصية الفرد وتقويتها.
تعتبر القسوة في التعامل مع المراهق العنيد من أسوأ الطرق ووسائل التي من الممكن اللجوء اليها، حيث يؤدي ذلك لكوارث اجتماعية متعددة قد تنتهي بالفرد للانتحار عندما يشعر بالسيطرة الدائمة من أهله والعنف الشديد في التعامل معه، فهو يجد في نفسه شابا ليس من الصواب اللجوء للعنف معه، ولا يتقبل فكرة التأنيب الجسدي من والديه، كما قد يؤدي ذلك لتدمير شخصيته التي ما زالت في طور التشكل والظهور، بالإضافة إلى أن العنف يتسبب في توليد شعور الخنوع والخوف لدى بعض الأفراد مما يتسبب بظهور شخصية ضعيفة تتماشى مع صفاته الطفولية، لذلك لا بد من استيعاب الفرد في هذه المرحلة، ومساعدته على بناء شخصيته بشكل فعال من خلال التوجيه المناسب.