توجد العديد من الأمراض التي تصيب البشرة مرة واحدة في الحياة، ثم يقوم الجهاز المناعي بتكوين مناعة دائمة ضد المرض، ومن تلك الأمراض مرض جدري الماء أو الجديري، وهو أحد الأمراض المعروفة والمنتشرة عالميا وتصيب الملايين من الأشخاص دون وجود مخاطر على الحياة، حيث إن المرض يصيب الجلد والأغشية المخاطية لدى الإنسان مثل باطن الفم وملتحمة العين، ويصاحب المرض ظهور طفح جلدي تصاحبه حكة شديدة.
جدري الماء يصيب الأطفال غالبا وتكون أكثر الإصابات بين الأطفال في مرحلة بداية الدراسة حيث التجمعات وزيادة فرص انتقال العدوى، كما يمكن أن يصاب بالمرض الأشخاص المصابين بحالات ضعف المناعة أو داء السكري، وذلك في حالة عدم الإصابة به في سن الطفولة. ومن الاحسن وأفضل بالنسبة للإنسان أن يمر بتلك الحالة المرضية إن كان في بيئة تعرضه للإصابة بها في سن صغير وذلك من أجل عدم المعاناة الكبيرة من أعراض المرض، كما أن الجهاز المناعي يتشكل في تلك المرحلة فيصبح بالتالي أكثر قوة عند تكوينه لحواجز ضد الأمراض في سن مبكرة. كما أن علامات و دلائل المرض على الجلد تدوم فترة أطول لدى البالغين، حيث ن آثار الطفح الجلدي يمكن أن تظل على الجلد لما يصل إلى أربعة أشهر. وفي جميع الحالات فإن محاولات تقشير المناطق المصابة أو حكة يمكن أن تسبب أثرا دائما في الجلد على هيئة ندوب.
تبدأ أعراض جدري الماء بالصداع وآلام الرأس لدى المصاب، مع ارتفاع درجة الحرارة، وبعدها تبدأ علامات و دلائل الاحمرار في الظهور على الجلد حيث تبدأ بطفح جلدي صغير ما يلبث أن ينتشر في أغلب الجسم، ثم يتطور إلى حويصلات صغيرة تحتوي على سائل يميل لونه إلى الأصفر. وتسبب تلك الحالة احتقان في الأوعية الدموية في العينين بسبب ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وآلام الحنجرة والحلق، مما ينتج عنه نقص واضح في الشهية، وحالة من الإعياء، وعدم الراحة التي تصاحب الرغبة في الحكة.
لا توجد وسيلة للوقاية من جدري الماء إلا عن طريق العزل والابتعاد عن الأشخاص المصابين قدر الإمكان، حيث إن المرض ينتقل عن طريق الهواء الذي يحمل الفيروس من رذاذ المريض أو عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة التي تعامل معها المصاب بجدري الماء. ويمكن التعامل مع المرض بسهولة عن طريق تخفيف الأعراض من تخفيض لدرجة الحرارة، إعطاء المصاب الأدوبية التي تمنع الحساسية، أو الأدوية المضادة للحكة، والأدوية المجففة للبثرات التي تظهر على الجلد، وعند وصول البثور إلى مرحلة التقشر يجب الحرص على عدم فعل ذلك يدويا والاستمرار في دهان الأدوية المناسبة.