علي بن أبي طالب
الصحابي علي بن أبي طالب هو ابن عم رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم-، وزوج ابنته، ورفيقه منذ صغره، وإمام المسلمين، ورابع الخلفاء الراشدين، ووالد الحسن والحسين سبطا رسول الله، وسيدا شباب أهل الجنة، وهو أحد آل البيت النبوي الأطهار، كفله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- ورباه في بيته مذ كان صغيرا، فنهل من معين رسول الله الذي لا ينضب، واستطاع دخول قلوب المسلمين فيما بعد من أوسع الأبواب، لما له من شرف وفضل على كافة المسلمين إلى يوم القيامة، فيكفي رجاحة عقله التي جعلته يتبوأ المكانة الرفيعة ليس عند المسلمين وحسب بل عند غير المسلمين أيضا، فقد ألفت في مناقبه، وصفاته، وفضائله كتب ومصنفات من كبار الكتاب، والمفكرين، والمثقفين، فسبحان من أدخل محبته إلى قلوب عباده.
كانت لعلي رضي الله عنه أسبقية الدعوة إلى دين الله تعالى، فقد شارك في هذا الشرف العظيم مذ كان صغيرا، ومع صغر سنه في بداية الدعوة، إلا أنه كان نابغة من النوابغ، ولم يكن كباقي الأطفال الذين انصرفوا إلى اللعب واللهو، بل انصرف هو إلى العمل الجاد، والسعي في نشر هذه الأمانة العظيمة التي ألقيت على كاهل ابن عمه وخليله ـ عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام -، وبسبب ما كان له من صفات فقد بوأه الرسول احسن وأفضل المراتب، وجعله مقربا منه، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون من بعده، فقد كانت له منزلة عظيمة عندهم دونا عن سائر الصحابة.
استشهاده
عندما استلم الخلافة، أظهر عطفا وحنوا على سائر المسلمين حتى المخالفين منهم، وحاول أن يحقن الدماء ما استطاع إلى ذلك سبيلا، إلا أن أعداءه لم يتركوه يهدأ لحظة واحدة، فلم يرتاحوا إلا بعض قتلهم له –عليهم لعنة الله-، فكان استشهاده ـ عليه السلام - في الحادي والعشرين من شهر رمضان من العام أربعين هجريا، وقد كان عمره حينئذ أربعة وستين عاما، وقد استشهد على يد أحد الخوارج الأشرار وهو عبد الرحمن بن ملجم ـ لعنه الله -.
مدفنه
ورد في خبر مدفن الإمام علي أنه طلب من ابنه الأكبر الحسن ـ عليه السلام- أن يواري جثمانه الطاهر الثرى في سرية تامة وأن لا يعرف أحد مكان مدفنه، وذلك منعا لتدنيس القبر وتشويهه من قبل أحد أعدائه فيما بعد، وفيما يذكر أيضا أن خبر المدفن ظل غير معروف إلى أن جاء الإمام جعفر الصادق وأعلن عن المكان.
يعتقد الشيعة أن الإمام علي ـ عليه السلام - كان قد دفن في منطقة النجف، وهناك بعض المسلمين يعتقدون أن جثمانه قد دفن في المسجد الأزرق في منطقة أفغانستان، في المدينة المعروفة باسم مزار شريف الأفغانية، حيث قيل أن أبا مسلم الخراساني استطاع نقل جثمان الإمام إلى منطقة أفغانستان سرا وبدون علم أحد، إلى أن تم بناء المرقد الموجود حاليا من قبل السلطان حسين بيقرة في العام ألف وأربعمئة وثمانين، وهناك من قال أن جثمان الإمام علي قد وضع على ناقة وأطلقت في الصحارى، فجثمانه غير معروف إلى يومنا هذا، وهناك أيضا من قال أنه أعيد إلى البقيع فدفن عند قبر السيدة الزهراء بنت رسول الله وزوجته، وآخر الأقوال أنه دفن في مدينة الكوفة في العراق.