الإنترنت
يشهد عصرنا تطورا سريعا في الثورة المعلوماتية، فأصبحنا نعيش في عصر العولمة والانفتاح على العالم دون قيود؛ حيث شكلت شبكة الإنترنت ثورة تكنولوجية عظيمة، جعلت العالم قرية صغيرة، مليئا بالأسرار والغموض، واحتواء الإنترنت على الخبيث والطيب، الضار و النافع، جعل منها سلاحا ذا حدين، يتمثل في بعديها الإيجابي والسلبي، لذلك لا بد من تفعيل الدور الرقابي لدى مستخدميها، خاصة أنها عالم مفتوح وواسع لا قيود ولا شروط على من يريد استخدامه، وفي حال غياب هذا الدور تتجسد الخطورة والخوف من الانحراف عن الطريق لمن يستخدمها.
نشأة الإنترنت
نشأت شبكة الإنترنت بداية عام 1969م لأغراض عسكرية وحربية؛ حيث أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية من أجل ربط المراكز الحربية مع بعضها، وفي نهاية الثمانينات دخلت الجامعات الأمريكية في شبكة الإنترنت التي أوجدوها ثم تلتها المؤسسات والوكالات الأمريكية، إلى أن اتسعت هذه الشبكة مع بداية التسعينيات بشكل متسارع لتشمل آفاقا عديدة كما نرى في عصرنا هذا.
إيجابيات وسلبيات شبكة الإنترنت
بلا شك كل منا يعلم أن إيجابيات شبكة الإنترنت لا حصر لها، ومن يستخدم الإنترنت يعلم إيجابيتها وفوائدها وكم سهلت من التواصل بين الأشخاص وسهولة الحصول على المعلومات وتداولها، وغيرها الكثير. وسنتطرق ووسائل في هذا المقال إلى ذكر بعض سلبيات الإنترنت بشكل خاص، ومنها:
- عدم وجود رقابة على مستخدميها أو قيود على مواقعها، مما سهل انتشار المواقع الإباحية المخلة بالدين والأخلاق، فصار من السهل على مستخدميها ومنهم الأطفال الوصول إليها ومشاهدتها، مما أدى إلى تدني المستوى الأخلاقي لشباب المجتمع.
- إضاعة وهدر الوقت؛ حيث ينسى الكثير من مستخدميها أنفسهم ساعات طوال عليها وهو ما يعرف بإدمان الإنترنت والذي يعطل الكثير من الأنشطة اليومية، العلمية والاجتماعية، وقد يؤدي إلى الاكتئاب وإهمال واجباتهم كإهمالهم للصلاة وضعف الاهتمام بها، وكذلك الأطفال الذين قد تدمر وتقتل لديهم حرية الفكر والتفكر وكذللك تطمس لديهم الإبداع.
- قد تتسبب بمشاكل وعيوب صحية لدى مستخدميها، وخاصة من يستخدمها لساعات طويلة يوميا، فقد تسبب السمنة وزيادة الوزن والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وكذلك الجلوس غير المعتدل على الجهاز الموصول مع الإنترنت قد يؤدي إلى تقوس في العمود الفقري.
- عملت شبكة الإنترنت على خلق فجوة اجتماعية كبيرة بين أفراد الأسرة بشكل خاص وبين أفراد المجتمع بشكل عام، فأصبح الشخص يعيش معزولا عن الناس، وإن وجد بينهم تراه يستخدم الإنترنت على هاتفه الذكي، فأصبح جل اهتمامه هو استخدام الإنترنت، فتراجع مستوى اهتمام الأشخاص ببعضهم البعض كما كان في القدم.
- قد تتعرض خصوصية المعلومات التي في الأجهزة إلى الاختراق من قبل برامج ومواقع التجسس، مما يؤدي إلى الاستغلال والتهديد والابتزاز بكل أنواعه.
- العيش في الخيال والوقوع في قصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية مع أشخاص مجهولين يدخلون بأسماء مستعارة ويتقمصون شخصيات غير شخصياتهم الحقيقية، فيترتب على ذلك عواقب خطيرة.
- استغلال الأطفال بشكل خاص من قبل مرضى الجنس وإغواؤهم من قبل الذين يدخلون إلى مواقع الأطفال بأسماء مستعارة.
وهناك الكثير من السلبيات الموجودة في هذا البحر الواسع، لذلك ينبغي تفعيل الدور الرقابي عند الأشخاص سواء الرقابة الداخلية للنفس أو الرقابة العامة، وخاصة رقابة الأطفال ومتابعة طريقة استخدامهم للإنترنت، والمواقع التي يرتادونها باستمرار، لضمان سلامتهم من الغرق في هذا البحر الواسع.