رغم أن عيوب صمامات القلب قد تكون خلقية فمن الممكن الإصابة بها في المراحل اللاحقة من الحياة. وتعتبر حمى الروماتيزم التي تصيب الأطفال وبالأخص في الدول الواقعة في المناطق المعتدلة والحارة وعند الشعوب المختلفة حضاريا وتعتبر من الأمراض الشائعة الانتشار في دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا. تستمر نوبة هذا المرض الذي يؤثر على القلب والمفاصل بضعة أسابيع أو شهور ولكن النوبة تخلف وراءها إرثا من الضرر المستديم على صمامات القلب يتطور ببطء نحو الأسوء على مر السنين.
يتضرر بسب حمى الروماتيزم بشكل أكبر الصمامان الموجودان على الجانب الأيسر من القلب وهما صمام الوتين والصمام التاجي، وعادة ما تضيق الصمامات المتضررة ويتسرب منها الدم في بعض الحالات وبالنتيجة تضطر عضلة القلب إلى العمل بجهد زائد لضخ الدم عبر الفتحة الضيقة للصمام وللتعامل مع الحجم المتزايد من الدم الذي يحدث من خلال التسرب. يؤدي التسرب مع مرور الوقت إلى تضخم القلب وهو اعتلال شائع، ويملك القلب قوة احتياطية كبيرة مذهلة، فالقلب السليم يستطيع عند ممارسة الشخص تمارين بدنية ضخ كمية من الدم تزيد بمقدار أربة إلى خمسة أضعاف كمية الدم التي يضخها عندما يكون الشخص مستلقيا دون حراك وهذا الاحتياطي من القوة يسمح للقلب المريض بالتعامل مع العمل المتزايد الذي يطلب منه لسنوات عديدة، وتتوفر حاليا أدوية مختلفة لمساعدة القلب على القيام بهذا العمل الإضافي وتحقيق الأداء الأداء الاحسن وأفضل ولكن يصل القلب إلا وقت لا يتمكن نظامه الميكانيكي من التعامل مع عيب أو اعتلال يلحق به فيحتاج غندئذ إلى عملية جراحية لتصليح الصمام التالف أو المتضرر أو استبداله بآخر جديد.
لقد خطى الطب بطرق وخطوات مذهلة وسريعة في حقل معالجة مرضى القلب وبالأخص أولئك الذين يعانون من عيوب في صمامات القلب نجمت عن إصابتهم بحمى الروماتيزم وتحقق لمثل هؤلاء المرضى فرصة العيش حياة اعتيادية ولسنوات طويلة. لقد أصبح الآن بالإمكان تصليح الصمامات القلبية المتضررة أو استبدالها بصمامات جديدة اصطناعية ومع أن اللجوء إلى مثل هذه العمليات قد بدأ ينخفض نظرا لانخفاض إصابة الأطفال بحمى الروماتيزم فلا زالت هذه العمليات تجرى بالنسبة للصمام التاجي الذي يصاب بالضرر نتيجة تلف الشريان التاجي أو تضرره. يستطيع الجراح تصليح الصمامات المتضيقة وبالأخص الصمام التاجي والصمام الرئوي بحيث تعود تعمل بصورة اعتيادية وذلك من خلال إجراء عملية جراحية لا تتطلب فتح القلب ولكن إذا كانت طبيعية العيب الذي أصاب الشريان غير مؤكدة أو عندما يستوجب الأمر استبدال الصمام يتوجب إجراء عملية القلب المفتوح لتحديد سبب الاعتلال أو تنفيذ عملية الاستبدال.