الزهايمر
alzheimers disease، ويطلق عليه أيضا العته، أو الخرف التكهلي، يعرف الزهايمر بأنه مرض أو داء يغزو المخ ويتسبب بفقدان الذاكرة لدى الشخص، ويفقده القدرة على التركيز تماما، ويفتقر هذا النوع من الأمراض إلى وجود علاج و دواء له، ويمكن تصنيفه بمرض خطير نظرا لما يلحقه من أضرار عميقة الأثر إذ يصبح المريض معرضا للإصابة بالجنون المؤقت أو الهلوسة، ويصيب بشكل كبير فئة الشيخوخة.
وكما يمكن وصفه بأنه نوع من أنواع العته، ويعتبر بأنه معيق لأداء النشاطات في الحياة اليومية؛ نظرا لإصابة خلايا الدماغ بضمور ما يسبب تدهور القدرات العقلية والذهنية، ويشار إلى أن هذا المرض ليس شرطا أساسيا لسن الشيخوخة، إلا أنه يصيب نسبة معينة تصل إلى خمس بالمئة في الفئة العمرية ما بين 65-74 عاما، وبنسبة خمسين بالمئة لمن أعمارهم تجاوزت الخمسة وثمانين عاما.
ويوجه الأطباء عادة لذوي مريض الزهايمر قائمة بالنصائح والإرشادات للاعتماد عليها في التعامل مع المصاب، وخاصة في فترة الغروب حيث إنه من المتعارف عليه أن مرضى الزهايمر تزيد مشاكلهم الإدراكية في فترة المساء، ويطلق على هذه الحالة "متلازمة الغروب"، بالإضافة إلى شرح مفصل عن طريقة التخاطب مع المصاب، ومراعاة حالته المرضية والنفسية، ويعد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان من المشاهير الذين أصيبوا بهذا المرض، والفنان المصري العالمي عمر الشريف، والعالم الأمريكي كلود شانون، ولاعب كرة القدم المجري فيرينك يوشكاش.
الأنواع
تقسم أنواع مرض الزهايمر إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- الزهايمر المبكر: ويصيب هذا النوع من الزهايمر جيل الستينات، ويكون مبكرا نظرا لعدم الاعتياد على الإصابة به في هذا العمر، ويكون المصابون به في هذا العمر لديهم مشاكل وعيوب عصبية.
- الزهايمر المتأخر: وهو الزهايمر الذي يصيب من تتراوح أعمارهم بين خمسة وستين عاما وأكثر، وهو النوع الأكثر شيوعا.
- الزهايمر العائلي: ويكون العامل الوراثي هو المسبب لهذا المرض، ويعتبر نادر الشيوع، ويصيب من أعمارهم في الأربعينات.
ما هى اسباب مرض الزهايمر
- تعرض الخلايا العصبية (neurons) للإصابة بالضرر، وتقسم إلى نوعين رئيسيين هما:
- لويحات (plaques) : ويكون بسبب تجمع بروتين اميلويد - بيتا وتراكمه، وبالرغم من أنه ليس ضارا إلا أنه من الممكن له أن يلحق الضرر بعملية الاتصال بين خلايا المخ، ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعصبونات.
- حبيكات: تتعرض البنية الداخلية لخلايا الدماغ للضرر في حال حدوث تغييرات في وظائف ألياف بروتين تاو، ما يتسبب في التفافها وبالتالي القضاء على العصبونات.
- العامل الوراثي: في حال تسجيل حالة زهايمر في عائلة ما فإن احتمالية الإصابة بها في الأجيال اللاحقة بين الأبناء والأشقاء والبنات والشقيقات بالزهايمر محتملة بنسبة قليلة.
- تقدم السن.
- الجنس: أثبتت الدراسات بأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر من الرجال.
- نمط الحياة.
- مشاكل وعيوب بسيطة في الإدراك.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- عدم اتزان السكري في الدم.
الأعراض
تكون أعراض الزهايمر في بداية الأمر تنحصر في فقدان ذاكرة بسيط، ويرافقه حالات من التوتر والتشتت الذهني، مع الوقت تظهر الأعراض على النحو التالي:
- تكرار الكلام ذاته دون الشعور بذلك.
- نسيان المواعيد والكلام.
- نسيان مواقع الأشياء.
- عدم القدرة على تذكر أسماء أفراد العائلة، وأغراضهم الشخصية ذات الاستخدام اليومي.
- فقدان القدرة على التفكير.
- عدم إمكانية التمييز بين الأرقام وفئات العملات الورقية.
- التعثر بالكلام والحاجة إلى المساعدة للوصول إلى الكلمة المناسبة.
- الافتقار إلى مواصلة الكلام بالموضوع ذاته.
- عدم قدرة المريض على معرفة المكان الموجود به.
- عدم القدرة على العودة إلى المنزل.
- صعوبة إيجاد حلول للمشاكل وعيوب اليومية.
- اضطراب الحالة المزاجية.
- كثرة الشكوك بالآخرين وعدم الثقة بهم.
- العناد الشديد.
- الانطوائية وعدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين.
- العصبية والعدوانية على الآخرين.
- الخوف.
- التوتر والاكتئاب والقلق.
المراحل
يمر مرض الزهايمر بمراحل وهي:
- مرحلة نسيان المواعيد: في هذه المرحلة يعاني المريض من عدم الاهتمام لمرور الوقت ولا يتذكر مواعيده، وتصبح الأحداث الماضية في الآونة الأخيرة من عمره في طي النسيان، ويصبح أكثر ميلا للعزلة، ويتكلم بما لا معنى له.
- مرحلة العجز عن ممارسة الأمور اليدوية حتى أبسطها كإغلاق أزرار القميص، ما يجعله عجزه عن ممارسه أمور حياته يصاب بالإحباط.
- مرحلة العجز عن القيام بالأمور الشخصية، وفي هذه المرحلة يكون المصاب عاجزا تماما عن ممارسة النشاطات اليومية، كاستخدام دورة المياه، وتتدهور الأمور حتى تصل إلى أنه لا يستطيع القيام بأي شيء دون تقديم المساعدة من الآخرين.
المضاعفات
- التهاب الرئة: يصبح المصاب بالزهايمر يعاني من صعوبة في بلع الطعام، فتؤدي هذه الصعوبة إلى قيام الممرات الهوائية والرئتين إلى استنشاق هذه المواد الغذائية فيلحق الضرر بالرئتين فيصيبها بالتهاب الرئتين.
- التلوثات: يصبح المصاب بالزهايمر يعاني من تبول لا إرادي حيث يفقد السيطرة على مخارج البول، ما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية، لذلك ينصح باستخدام ما يدعى القثطار للتحكم بذلك، وقد تؤدي إلى الإصابة بتلوثات ذات خطورة جسيمة تكون نهايتها الموت المحتم.
- إصابات في الرأس وغيرها: يصبح مرضى الزهايمر أكثر عرضة للإصابات الناجمة عن حوادث السقوط نتيجة المعاناة من التشوش الذهني والارتباك وفقدان التركيز، وقد يلحق بهم الأذى إلى درجة الكسور، وأكثر أنواع الإصابات التي يصاب بها مرضى الزهايمر هي إصابات الرأس، ومن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بنزيف الدماغ.
التشخيص
يلجأ الأطباء إلى الكشف عن مرض الزهايمر وتشخيصه بالاعتماد على:
- فحص مخبري.
- إجراء اختبارات علم النفس العصبي.
- اخضاع المريض لاختبارات مسح الدماغ.
ومن خلال ما سبق يعتمد الأطباء على اختبارات مسح الدماغ ودراستها بدقة وتمعن، حيث تمكن هذه الاختبارات الأطباء من التمييز النتائج الشاذة كالأورام، وتجلطات الدم، والنزيف، وينتقل الأطباء بعدها إلى مرحلة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني حتى يتم المسح على مناطق الدماغ ذات النشاط المنخفض، والكشف عن مدى كثافة اللويحات، ومن ثم يخضع المريض للتصوير بالرنين المغناطيسي (mri) والتصوير المقطعي المحوسب(ct).
العلاج
في حقيقة الأمر إن مرض الزهايمر ليس له علاج و دواء جذري إلى هذه اللحظة، إلا أن الأطباء يلجؤون لوصف عقاقير لتساعد على تخفيف الأعراض التي تنزل بالمريض نتيجة إصابته بالزهايمر، فيعتمد الأطباء على وصف علاجات لتأخير عملية التدهور العقلي، وهذه العلاجات هي مثبطات أنزيم كولينستيراز، وهما الميمانتين وناميندا.
ومن الممكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدام فيتامين e كوسيلة لتأخير تدهور الحالة المرضية، إلا أن الدراسات العلمية أثبتت بأنها غير مجدية، وقد يؤدي أخذ هذا الفيتامين بجرعات عالية إلى الإصابة بأمراض القلب وبالتالي الموت، وتسود اعتقادات بأنه ممكن الاستفادة من أوراق شجرة الجنكة بيلوبا للمساهمة في إبطاء تدهور المشاكل وعيوب الذهنية ذات الصلة بالزهايمر، إلا أنها تؤثر سلبا ولا تجدي نفعا، أما فيما يتعلق hfrazin a وهي عبارة عن مادة يتم استخلاصها وإنتاجها من الطحالب الصينية، والتي تؤخر بدورها تدهور مشاكل وعيوب الذاكرة، إلا أنها أثبتت العكس فقد يكون لها أثار جانبية ذات سمية عالية، ويشار إلى أنه قد أثبتت الأبحاث والدراسات أن لعبة سودوكو لها دور ذو أثر واضح في التخفيف وانقاص وتأخير ظهور أعراض مرض الزهايمر، أو الوقاية منها نظرا لاعتمادها على النشاطات العقلية والذهنية.
الوقاية
حتى يتجنب ذوو الفئة العمرية ما فوق خمسة وستين عاما الإصابة بالزهايمر فإن الأطباء ينصحون بالسيطرة على مستوى ضغط الدم والحفاظ على معدلات الكوليسترول بمستوى متوازن، ومراقبة مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى ممارسة النشاطات الجسدية والذهنية والاجتماعية.