تدور كل اشتقاقات معاني اسم عادل حول الاتزان وعدم الانسياق مع معبود الهوى في الأموركلها،فصاحبها مستقر بامتياز ،متصالح مع نفسه ،يعرف ما يريد ،ومتى يريد ،وساعة يريد ،بهدوء العارف الرزين .
فالعدل :هو ما قام في النفوس أنه مستقيم ،وتوسط بين الإفراط والتفريط ،ضد الجور. وهو ضربان :مطلق يقتضي العقل حسنه ،ولايكون في شيء من الأزمنة منسوخا ،ولا يوصف بالاعتداء بوجه ،نحو الإحسان إلى من أحسن إليك ،وكف الأذية عمن كف أذاه عنك . وعدل يعرف كونه عدلا بالشرع ،ويمكن نسخه في بعض الأزمنة ، كالقصاص ،وأروش الجنايات ، وهذا النحو هو المعني بقوله تعالى:(إن الله يأمر بالعدل والإحسان )،فإن العدل :هو المساواة في المكافأة ،إن خيرا فخير ،وإن شرأ فشر ،والإحسان :أن يقابل الخير بأكثر منه ،والشر بأقل منه.
والعدل :من أسماء الله تعالى ، لايميل به الهوى فيجور في الحكم .وهو في الأصل مصدر سمي به ،فوضع موضع العادل ،وهو أبلغ لأنه جعل المسمى نفسه عدلا. والعدل من الناس: المرضي قوله وحكمه ،يقال :رجل عدل وعادل:جائز الشهادة ،مقنع فيها ،بين العدل والعدالة.
والعدل والعدل :المثل والنظير ،كالعديل . وغلب استعمال العدل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام .والعدل والعديل فيما يدرك بالحاسة كالموزونات والمعدودات والمكيلات ،كأنك تقوم الشيء بالشيء من غير جنسه حتى تجعله له مثلا .فأجاز بعضهم أن يقال: عندي عدل غلامك ،أي مثله ،وعدله أي قيمته .
والعدل: أن تعدل الشيء عن وجهه ،تقول :عدلت فلانا عن طريقه ،وعدلت الدابة إلى موضع كذا ،مثل عدل أمره تعديلا وعادله ،ومنه يقال أيضا: قطعت العدال في أمري ومضيت على عزمي ،وذلك إذا ميل بين أمرين أيهما يأتي ثم استقام له الرأي ،فعزم على أولاهما عنده .
والعدل: نصف الحمل يكون على أحد جنبي البعير .ومنه :عديل الرجل: زوج أخت امرأته ،والجمع أعدال وعدول وعدلاء.
والاعتدال :توسط حال بين حالين في كم أو كيف ،كقولنا :جسم معتدل بين الطول والقصر، وماء معتدل بين البارد والحار ،ويوم معتدل طيب الهواء.وكل ما تناسب فقد اعتدل ،وكل ما أقمته فقد عدلته وعدلته .
والاعتدال :الوقت يتساوى فيه الليل والنهار ،وهو:ربيعي ،يكون في أول يوم من أيام الربيع ،وخريفي ،ويكون في أول يوم من أيام الخريف .
والعدالة في الفلسفة: إحدى الفضائل الأربع التي سلم بها الفلاسفة من قديم ،وهي :الحكمة ،والشجاعة ،والعفة ،والعدالة .
والملك العادل نور الدين زنكي ( محمود بن عماد الأيوبي ):العابد الورع ،(511- 569 هجرية)حكم عشرين عاما،وله من المآثر مايستغرق الوصف .بنى المدارس والجوامع بجميع بلاد الشام الكبار،وله في دمشق دارالحديث والبيمارستان النوري ( والبيمارستان والمارستان :لفظ فارسي ،بمعنى بيت المرضى) رتب له الخزان والأشربة والأدوية والعقاقير وغير ذلك مما يحتاجه المرضى ، وهو اليوم يسمى متحف الطب والعلوم عند العرب ، ويقع في شارع محمد مسلم عابدين المتفرع من سوق الحميدية.
وفي حي المزرعة في دمشق (وهو حي بين السبع بحرات وحي الشهداء )شارع الملك العادل ،من أشهر شوارع المزرعة ،منسوبا إليه ،وهي تسمية حديثة ،فحي المزرعة كان بساتين وفيها مزرعة لبعض الناس ،وفي 17 آذار 1926 م قامت فيها معركة بين الثوار والفرنسيين ،فقام الفرنسيون بتخريب المحلة كلها .وبدءا من عام 1930 م نشط العمران فيها على حساب البساتين المجاورة ،فنشأ الحي المعروف اليوم.
والملك العادل سيف الدين محمد بن أيوب ( 534 - 615 هجرية )،أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي ،وكان أصغر منه بعامين، جاءته خلع السلطنة من الخليفة العباسي الناصرلدين الله ( أحمد بن أحمد553 -622 هجرية وولي سنة 575 هجرية) وهي: جبة سوداء بطرز ذهب وجواهر في الطوق، وعمامة سوداء مدورة بعذبة مذهبة قدر الذراع،تسمى التكفيفة أو الناعورة،وقد تكون لها قرون طوال ،وتكون في مقام التاج - وسيف ، وحصان بمركب ذهب،وعلم أسود ،وعدة خلع لبنيه ،فقريء تقليده على كرسي ،قرأه وزير الخليفة العباسي ،وخوطب فيه :بالعادل شاه أرمن ملك الملوك خليل أمير المؤمنين .
وكان صبورا وقورا، أبطل المحرمات والخمور والمعازف من مملكته كلها ،وكانت ممتدة من أقصى بلاد مصر واليمن والشام والجزيرة إلى همذان كلها ،أخذها بعد أخيه صلاح الدين سوى حلب.وأنفق في عام الغلاء بمصر أموالا كثيرة على الفقراء وتصدق على أهل الحاجة كثيرا جدا ،لكن يؤخذ عليه أنه خاف من الفرنج سنة 601 هجرية فصالحهم وهادنهم وأعطاهم ريع أراضي الرملة في فلسطين وسلم إليهم يافا ،فقويت شكوة الصليبيين . والرملة :هي الممر الذي يصل مدينة يافا الساحلية بمدينة القدس الجبلية ، وبالغور (شرق الأردن )،كما تصل شمال السهل الساحلي بجنوبه.
ولؤلؤ العادلي الأرمني (ت:598 هجرية )خدم الخليفة العاضد لدين الله الفاطمي خاتم الدولة العبيدية ( 546 -567 هجرية بويع عن إحدى وعشرين سنة )، ثم خدم صلاح الدين الأيوبي (يوسف بن نجم الدين 532 -589 هجرية ) وكان يتصدق في كل يوم باثني عشرألف رغيف مع عدة قدور من الطعام .