تربية الطفل
كم هي صعبة صناعة الخزف فهي تحتاج ليد ناعمة حانية لتصنع من الصلصال خزفا جميلا، فتجاهل واحد لموضع يدك أو زيادة الضغط قليلا لتجعل مما تصنع شيئا تالفا لا فائدة منه، أرأيت التأثير ونتائج الكبير لتجاهل النظر المستمر للخزف أثناء إنشائه وتأثير ونتائج نعومة الشد والرخاوة في إكمال الصنع إلى نهايته، كذلك هو طفلك بين يديك جزء منك يكبر أمام عينيك، وأنت من يحدد كيف يكبر وإلام يكبر، فثقة الطفل بنفسه تعكس حالة الطفل في البيت وطريقة تعامل الأهل له، إن أبسط الكلمات وعبارات التي يسمعها طفلك منك تغير تيارات حياته إلى النهاية، تذكر أنك أول من تزرع الثقة في نفس طفلك، وأنك أنت الذي يدمرها وتجعله شخصية ضعيفة مهزوزة بتجاهلك له.
كيف أعزز ثقة طفلي بنفسه
إن شخصية الطفل تبدأ بالتكون قبل أن يستطيع التعبير، فعدم تعبير طفلك لا يعني بأنه لا يفهم وبأنه لا يشعر وبأنك يمكنك تجاهل وجوده، تذكر دائما بأن السر الأهم في إنشاء طفل قوي الشخصية هو إعطاؤه الاهتمام الكافي وترديد العبارات وكلمات وعبارات الإيجابية أمامه، أبعديه قدر الإمكان عن أي شجارات قد تدور في إطار هو موجود به، حاولي حجبه عن كل ما يضر بطفولته من واقع، هو لا يزال طفلا وبعض الأمور من السيء أن تفهم قبل الأوان، تذكري دائما بأن تخبريه بأنه اجمل وافضل ما في حياتك، وبأنه أكثر طفل مميز في الدنيا، وبأنه سيكون فخرك في المستقبل، أحضري له الجوائز على الأفعال الإيجابية، واذكريها أمام الأجداد فهم يحبون الاستماع عن أحفادهم وأطفالك يحبون الاستماع لمديحك لهم أمام الاخرين، وعلى عكس ذلك فالاحسن وأفضل عدم ذكر سوء فعله ولدك أو يتصف به أمام الاخرين، إذ أن ذلك سيولد في نفسه شعورا بالإهانة والسوء النفسي، وليس هو ما تبتغيه، أنت فقط ترغبين منه ترك السلوكيات السيئة، وبالتالي فعليك بالالبحث عن سببها وحاولي علاجها دون إيذاء الطفل نفسه، أخبريه بأنه فعل شيئا سيئا بدل من قولك أنت طفل سيء فالأسلوب الأول أوصل الفكرة، بينما الأسلوب الثاني جعله يهمل الفعل الذي كان وراء قولك له بأنه سيء وتركيزه على الكلمة بذاتها، فمن الاحسن وأفضل له ومن أجل بناء شخصية جيدة بأن تقولي أنت طفل جيد ولكن هذا فعل سيء، وهكذا حاولي دائما أن تكوني إيجابية أثناء تجاوبك مع تصرفات طفلك.
عندما يحدثك طفلك أصغي إليه وأشعريه بأنه أهم ما في هذا العالم حاولي أن لا تتم مقاطعة حديثه من قبل الأشخاص الأكبر عمرا منه لأن ذلك سيشعره بالضعف وبأنه يأتي بعدهم بالأهمية، لا تسمحي لأي من الأشخاص السلبيين من حولك أن يقللوا من شأن طفلك، وفي حال كان ذلك التصرف يتكرر من شخص لا يمكنك صده أخبري طفلك بأنه لا يتوجب له الاستماع لمثل هذه الكلمات وعبارات وبأنه شخص لا يقصد ما يقوله وبأنه غضب فقط من فعلك لهذا الشيء ولكنه يحبك أنت، أخبريه دائما بأنه سيجد الحب لديك، وإذا عجزت عن فعل شيء معين يطالبك به طفلك ضميه إليك، ففي كثير من الأحيان سيكون ذلك حلا لإنهاء غضبه وحزنه وبكائه، فالأطفال بحاجة كبيرة لأن يتم ضمهم إلى عالم آمن من كل آفات هذا العالم، لا تستعجلي عليه ليكبر رويدا رويدا سيكبر وطالما عززتي ثقته بنفسك سيكبر ليحقق كل ما املت به له من نجاح.