تربية الأطفال
الجزء الأكبر من شخصية الطفل يتكون مع التربية والبيئة المحيطة بغض النظر عن العوامل الوراثية التي يقول العلماء بأن لها دور هام في تكون الشخصية لدى الإنسان، ومنذ أن يبدأ الطفل في التعرف على ذاته والتعامل مع الآخرين على أساس شخصيته المستقلة يصبح عامل التربية هو المسيطر والأهم، وفي حالة تربية البنات يكون الأمر أكثر صعوبة في الدول العربية التي تعاني فيها الإناث من الكثير من أشكال التمييز، لذا فإن تنمية الشخصية المستقلة لدى الابنة وتطوير ثقتها بنفسها دون الوقوع في فخ الغرور يعد تحديا كبيرا للأم والأب على حد سواء.
الثقة بالنفس لدى الطفل
رغم تعدد الأساليب التربوية لزراعة الثقة بالنفس لدى الأطفال، إلا أن الأهم هو إيمان ولي الأمر بأن الطفل قادر على التمييز والنبوغ، فنظريات علماء التربية تقول بأن اعتقاد الآباء بأن الطفل فاشل هو أول الما هى اسباب التي تؤدي إلى فشله في المستقبل، بينما الآباء الذين يرون قدرات كبيرة في أطفالهم ينجحون في تربية الأطفال وتنشئتهم بصورة ممتازة.
أساليب زرع الثقة بالنفس لدى البنات
الاستقلالية
في الفترة التي تبدي الطفلة فيها الاستعداد للاستقلال في التفكير والفعل يخطئ الكثير من الآباء في قمع ذلك التطور بسبب الرغبة في حماية الابنة من الأذى، وهو ما يؤدي إلى الاتكالية وعدم القدرة على حل المشاكل وعيوب ذاتيا، لذا يجب على أولياء الأمور ترك مساحة كافية للتجريب والتعلم عن طريق الخطأ.
التواصل
التواصل الصحيح يعتبر سر النجاح في التربية؛ لأنه ينمي حسن الاستماع لدى الطفلة ويحسن كذلك من القدرة على التعبير عن النفس، فيجب أن يبتعد الآباء عن توجيه كلمات وعبارات تسيء إلى الطفلة وشخصيتها ووصفها بصفات سلبية؛ حيث إن هذا يترك أثرا سيئا يدوم طويلا، والعمل على تنمية الاستقلالية من خلال تركها تعبر عن نفسها دون إلقاء اللوم على الآخرين أو التنصل خوفا من العقاب؛ ففي الكثير من الأحيان تنكسر الأشياء من الأطفال، والتصرف السليم وقتها هو عدم تعنيف الطفلة، بل مبادرتها بالقول بأن الشيء قد انكسر دون قصدها وأن عليها أن تأخذ الحذر حتى لا تؤذي نفسها.
ومن الهام أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين على هذا التعامل، فلا تجد الابنة نفسها مشتتة بين طريقتين في التعامل وردود الأفعال من الوالدين، حتى لا تتأثر سلبا وتبدأ في الميل إلى أحد الوالدين دون الآخر.
القبول
وعي الآباء بأن الابنة قد لا تكون مثالية كما يحلمون هام للغاية في تنمية شعورها بمحبتهم؛ فلا يوجد إنسان خال من العيوب ونقاط الضعف، لذا يجب الحرص الشديد على عدم مقارنة الطفلة بغيرها أو حثها على التشبه بأي أحد، والعمل على تنمية قدراتها ومواهبها بشكل ذاتي؛ بحيث ينبع هذا من رغبتها في أن تصبح احسن وأفضل لتنال المزيد من المحبة والتشجيع.