رأي سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام ، و كما يعلم فإن رؤيا الأنبياء حق ، فسارع سيدنا إبراهيم إلى تنفيذ هذه الرؤية فقد كانت امتحانا له و اختبارا على مدى استجابته لأمر الله مع عظم الأمر فهو سيذبح أحب الناس إليه و أقربهم إلى قلبه و هو ابنه اسماعيل ، فقام سيدنا ابراهيم باقتياد ابنه اسماعيل و كلاهما مستسلم لأمر ربه ، و حين جاء لينفذ أمر الله تعالى جاءه النداء من رب العالمين أن قد فدينا ابنك بذبح عظيم ، فنجى الله اسماعيل بفضل صبره و تسليم أبيه لقضاء الله و أمره ، فأصبحت سنة الأضحية سنة باقية إلى قيام الساعة شكرا لله و تعظيما .
فالأضحية قد شرعت في ديننا لتهذيب النفس و تربيتها على طاعة الله سبحانه و التقرب إليه ، و هي وسيلة لإدخال الفرحة في قلوب الناس و الفقراء في هذه الأيام المباركة و هي أيام ذي الحجة ، و كذلك ما يتحصل المؤمن عليه من أداء تلك الشعيرة و النسك من ثواب فبكل شعرة له حسنة و إن أقرب الأعمال و أحبها إلى الله في هذا اليوم هو إراقة دم الأضاحي تقربا لله سبحانه ، و إنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها و أشعارها و قرونها و إن دمها يقع عند الله بمكان قبل أن يقع على الأرض .
و حكم الأضحية كما قال العلماء أنها سنة مؤكدة ، و قد رأى عدد من العلماء أنها واجبة في حق الغني لما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من كانت عنده سعة و لم يضح فلا يقربن مصلانا .
و من أحكام الأضحية كما بينها العلماء اختيار كبش أملح أقرن كما فعل الرسول عليه الصلاة و السلام ، و أن يكون قد أسن بمعنى بلغ ستة أشهر في الضأن و سنتين في البقر و المعز و خمس سنين في الإبل ، و يسن إذا دخلت أيام ذي الحجة و أراد المؤمن أن يضحي أن لا يؤخذ من شعره و لا يقلم أظافره ، و كذلك وقت الأضحية هي بعد صلاة العيد لقوله تعالى ( فصل لربك و انحر )
أكيف طريقة توزيعها فالمستحب أن تقسم ثلاثا ، ثلث لأهل البيت ، و ثلث يتصدق به المرء ، و ثلث يهديه ، و إن جاز للمؤمن أن يأكله كله أو يتصدق به كله أو يهديه كله .