التوبة
نرى كثيرا من المسلمين التائهين عن أحكام الشريعة الإسلامية، والضالين عن طريق الصواب، والمنشغلين بشهوات الدنيا ومتاعها عن عبادة الله عز وجل وأداء فرائضه وطاعاته، ثم تراهم عائدين وفي قلبهم ندم وكأن بذرة الإيمان قد نمت في قلوبهم، ويبدأ بمحاسبة نفسه على ما فعلت من معاص وذنوب والتي ثقلت أكتافه وموازينه، ويدرك أنه كان في طريق الضلال وتظهر رغبته الجامحة والمخلصة في التوبة إلى الله عز وجل طمعا منه بأن يغفر له الله ما ارتكب من ذنوب ومعاص فهو الغفور الرحيم.
شروط التوبة
التوبة هي أساس المغفرة، والشرط الأساسي لكي يقبل الله توبة عبده إليه بأن تكون نيته خالصة إلى الله عز وجل، ولا يقصد بها الرياء أو النفاق، كما يتوجب عليه أن يبتعد كل البعد عن المعصية أو الذنب الذي كان يرتكبه، وأن يحرص في كل حين على عدم الضعف والرجوع إليها، ويشترط في التوبة أيضا شعور العبد بالندم ومحاسبته لنفسه على ما فعله من ذنب ولا تقبل التوبة بدون الندم، كما لا تقبل التوبة التي تأتي عند غرغرة النفس وخروج الروح خوفا من الموت.
فضل التوبة
جعل الله سبحانه وتعالى التوبة في كل وقت وحين لما تعود به من مغفرة ونفع على العبد التائب، فلم يحصرها في شهر معين كالصيام والحج أو في مواقيت معينة كالصلاة، فللتوبة في الإسلام فضل عظيم فهي السبيل والطريق الذي يتمكن به العبد من التطهر من ذنوبه والتخلص منها قبل أن يحاسب عليها يوم القيامة وتؤدي به إلى التهلكة، ولكي يبين الله عز وجل فضل التوبة لعباده جعل سورة من سور القرآن باسم التوبة كما ذكرت التوبة وفضلها في العديد من الأيات القرآنية، قال تعالى "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" البقرة 128.
طريقة التوبة
أساس أعمال التوبة الاستغفار إلى الله عز وجل والإكثار فيه، وأحب أوقات الاستغفار لله عز وجل خواتم العبادات والطاعات كالصلاة، والوضوء، وفك الصيام، وقيام الليل وغيرها، كما تكون التوبة بالإقلاع عن المعصية التي ندم العبد على فعلها وتجنب كل ما يؤدي إليها من قول أو عمل، ويكون ذلك بأن يشغل نفسه في الطاعات التي تطهره وتجنبه من الوقوع في المعصية، وبأن يذكر نفسه بعاقبة هذه الأفعال في الدنيا والآخرة، وأهم ما يكون لتقبل التوبة هي الدعاء لله عز وجل بقبول توبته واستغفاره.