مرض الجدري
يعتبر الجدري من الأمراض المعدية، ويعتبره الأطباء من الأمراض القاتلة لبعض الحالات، ويحدث هذا المرض نتيجة العدوب بفيروس الفاريولا أو فيروس الجدري. وقد ظهر الجدري منذ القدم عند التجمعات البشرية، وهناك بعض عينات من هذا الفيروس موجودة في المختبرات الطبية.
ينتقل مرض الجدري عند مخالطة بعض الأشخاص المصابين به في الغالب، وليس أي مخالطة، بل عندما يتقابل شخص مع شخص آخر مصاب بالجدري بشكل مباشر، ولفترة طويلة نوعا ما، حتى يتمكن الفايروس من الشخص السليم، وقد ينتقل الفايرس بالاحتكاك مع جسم مصاب أو عند التماس بشكل مباشر مع سوائل الجسم أو أغراض الشخص الخاصة، مثل: الأغطية، الثياب، الملابس الخاصة، وغير ذلك، وهناك دراسات تثبت انتشار الجدري عبر الهواء في أماكن مغلقة في بعض الحالات النادرة، مثل الأبنية، والقطارات، والغرف المغلقة، ومن المعروف عن الجدري أنه لا ينتقل عن طريق الحشرات، أو الحيوانات.
أعراض مرض الجدري
هذه البثرات المرتفعة التي تبدو أو تظهر على جسم المريض المصاب بالجدري، لها العديد من الأعراض التي تظهر مع الشخص، أو الأعراض التي تظهر قبل انكشاف الطفح البثري على الجلد، وهناك العديد من المراحل التي يمر بها الشخص عند إصابته بفيروس الجدري، وهذه المراحل العرضية هي:
حضانة الفيروس
بعد أن يتعرض الشخص للفيروس، تأتي فترة الحضانة للفيروس، وتتميز هذه الفترة بعدم ظهور أي أعراض، فقد يشعر الشخص بحالة صحية جيدة، وغالبا ما تستمر هذه الفترة حوالي أسبوعين، وبعض الحالات يمكن أن تتراوح بين سبعة إلى سبعة عشر يوما، ولا يعتبر المصاب بالفيروس معديا في هذه الفترة.
الأعراض الأولية للمرض
تتضمن هذه الأعراض الأولية شعور الشخص المصاب بالحمى، والتوعك، وكذلك أوجاع الرأس والجسم المختلفة، والتقيؤ في بعض الأحيان. وتكون حرارة الجسم مرتفعة غالبا، حيت تتراوح درجة الحرارة ما بين 38-40 درجة مئوية، ويكون الشخص المصاب بهذه الأعراض بحالة سيئة، وعلى الأغلب تمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية، وهذه المرحلة يطلق عليها بمرحة البوادر والتي قد تستمر من يومين إلى أربعة أيام. وقد يكون الأشخاص المصابون خلال هذه الفترة معدون أحيانا.
انتشار الطفح بشكل مبكر
بعد أن يصاب الشخص بالفيروس الجدري، وبعد مرور فترة الحضانة، يظهر على الشخص المصاب طفح جلدي على شكل بقع حمراء صغيرة على اللسان والفم، ثم تتطور هذه البقع الصغيرة إلى تقرحات وتخرج بكميات كبيرة إلى منطقة الفم والحلق. وهنا يصبح الشخص معديا بشكل كبير. ويظهر الطفح على جلد الشخص، وتبدأ التقرحات الموجودة حول الفم والحق بالانفتاح، ثم يبدأ هذا الطفح بالظهور على الوجه، ثم يبدأ بالانتشار حول منطقة الذراعين والساقين، ثم إلى اليدين والقدمين، ثم يسود هذا الطفح في جميع أنحاء الجسم في يوم واحد غالبا، وتنخفض حرارة الشخص المصاب مع ظهور الطفح عادة، وفي اليوم الثالث من انتشار الطفح، تبدأ الطفح بالارتفاع على شكل آفات، وتمتلئ هذه الآفات المرتفعة بسائل ثخين غامق اللون، ومركز هذه الآفات يكون منخفطا بشكل يشبه السرة، وهذه أهم صفة من صفات مرض الجدري، ومع هذه الصفة الآخيرة ترتفع درجة حرارة الشخص مرة أخرى، وتبقى الحرارة مرتفعة حتى تظهر القشور فوق هذه الآفات.
الطفح البثري
وفي هذه الحالة، تصبح آفات الطفح الجلدي بثرية أي مرتفعة كثيرا، وتتخذ الشكل الدائريـ وتكون قاسية عند لمسها، وكأنه يوجد شيئا ما أسفل الجلد، ويعبر الكثير من الناس عن هذه الآفات بـ "الخردق" منغرسة في الجلد، وهذه العلامة تستمر غالبا أربعة أيام تقريبا.
البثور والقشور
تبدأ البثور بتكوين قشرة ثم تشكل جلبة، هذه المرحلة تستمر تقريبا 5 أيام، وفي نهاية الأسبوع من ظهور الطفح الجلدي، يصبح لأغلب البثرات قشور فوقها، ثم تبدأ هذه الجلبات بالتلاشي والشفاء، حيث تبدأ هذه الجلبات بالسقوط والتلاشي، وتخلف ورائها علامات و دلائل وتصبح في نهاية المطاف على شكل ندبا متفرقة منقرة، وتتلاشى هذه الجلبات والقشور بعد مرور ثلاثة أسابيع على ظهور الطفح الجلدي.
الجلبات الشافية
وهنا يبقى المريض معديا إلى أن تتلاشى جميع البثور والقشور.
علاج و دواء الجدري
وكما أسلفت سابقا، ليس هناك علاج و دواء نوعي للتخلص من الجدري، ولكن البحوت والدراسات الطبية مستمرة لتطوير أدوية وعلاجات تساعد في الانتهاء والتخلص من مرض الجدري، وأغلب الحالات المصابة بالجدري تتعافى، ولكن تموت بعض الحالات من هذا المرض، ويترك الجدري علامات و دلائل واسعة على الشخص الذي تعافى منه، وبالأخص الوجه، وكما أن هناك بعض الحالات التي تصاب بالعمى.
لقاح الجدري
هذا اللقاح يستعمل كوقاية من مرض الجدري، حيث يساعد هذا اللقاح الجسم على تشكيل مناعة لمكافحة فايروس الجدري، ويستعمل هذا اللقاح بشكل جيد في اسئصال الجدري من الأشخاص. هذا اللقاح يتم تصنيعه من فايروس حي، ويدعى فايروس الوقس، وهو أحد أنواع فيروسات الجدري، لكنه لا يسبب أي مرض لجسم الإنسان. هذا اللقاح يعتبر لقاح فعال وآمن لمعظم الناس، والذي يأخذ هذا اللقاح يعاني من ردة فعل بسيطة جدا، وردة الفعل هذه دليل على بدأ فعل هذا اللقاح في الجسم.
يتم تلقيحه في جسم عن طريق إبرة متشعبة، حيث يوخز الجلد عدة مرات خلال بعض ثواني. تتكون حدبة حمراء في موضع التلقيح، إذا كان التلقيح ناجح، ثم تتحول هذه الحدبة إلى بثرة كبيرة نوعا ما، ممتلئة بالقيح ثم بتدأ بالنز، هذه البثرة تجف خلال أيام الأسبوع الثاني، وتتكون فوق هذه البثرة قشرة، وتتساقط هذه القشرة في الأسبوع الثالث. هذه المراحل تشبه تماما مراحل فيروس الجدري المعدي. يشير الطب إلى أن هذا اللقاح من يستمر في جسم الشخص ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وتبدأ مناعة الشخص بالتناقص بشكل تتدريجي، ولكن إذا تم أخذ الشخص هذا اللقاح مرة أخرى، فإن مناعته ضد مرض الجدري تزداد لفترة أطول.
الآثار الجانبية للقاح الجذري
هذه الآثار الجانبية بسيطة، وتزول بشكل تدرجي، ومن هذه الآثار:
- الذراع التي تلقت اللقاح تصبح محمرة، ومؤلمة للشخص، ولكن يستمر ذلك لفترة قصيرة فقط.
- قد تصبح الغدد المفاوية في الحفرة الإبطية منتفخة ومؤلمة.
- من الممكن أن ترتفع درجة حرارة الشخص.
العناية الذاتية بعد التلقيح
- يجب على الشخص أن يحرص على الاهتمام بموضع التلقيح، حتى تسقط القشرة.
- تغطية موضع التلقيح بشاش خفيف فضفاض.
- يجب أن يتم تغيير الضمادة كل يوم إلى يومين أو ثلاث أيام.
- يجب على الشخص أن يقوم بغسل يديه بالماء والصابون إذا احتك بشكل مباشر مع موضع التلقيح.
- يجب غسل الملابس والمناشف أو أي شيئ لامسه، أو قام باستخدمه، بماء ساخن وبمعزل عن الملابس الأخرى.
- المحافظة على جفاف موضع التلقيح، وأن يقوم بتغطية الموضع بضماد واقي عندما يقوم بالاستحمام.
- تجنب وضع المراهم على موضع التلقيح.
- تجنب خدش أو حك الجلبة.