أصبح من المعروف بعد أن تناولت العديد من الدراسات مشاهدة التلفاز و ربطها بسلوكيات الأطفال و المراهقين, أنها ذات تأثير ونتائج سلبي على مجمل سلوك الطفل, مثل الميول العدوانية, أو حتى الابتعاد عن ممارسة النشاطات البدية و الفكرية الأخرى, و ها هي دراسة جديدة نشرت نتائجها مؤخرا, قام بها مجموعة من الباحثين من يونيس كينيدي شرايفر المعهد القومي لصحة الطفل و التنمية البشرية, تثبت تأثير ونتائج مشاهدة التلفاز سلبيا على طبيعة النظام الغذائي للمراهقين.
تقول نتائج الدراسة أن مشاهدة التلفاز كانت سببا رئيسيا لعزوف المراهقين عن تناول وجبة الإفطار, و الإقبال على تناول الوجبات الجاهزة و السريعة, كما أنها سبب في زيادة نهمهم لتناول المشروبات المحلاه بالسكر, و المشروبات الغازية, و كذلك تجنب تناول الخضار و الفواكة و الطعام المنزلي الصحي, و ابتعادهم عن ممارسة النشاط البدني مما يزيد الأمر سوء.
شملت الدراسة التي نشرت في دورية سجلات طب الأطفال و المراهقين, 12642 من الأطفال و المراهقين, في الصفوف ما بين الخامس و العاشر, و بمتوسط أعمار 13.4 عاما, فوجدت أن الأطفال الأكبر عمرا (المراهقين) كانوا الأكثر عرضة للعزوف عن وجبة الإفطار و تناول الطعام الصحي, بينما كان الأطفال الأصغر يتناولون كميات أكبر من الخضار و الفاكهة, و الفتيات أكثر من الفتيان, و كان المراهقون الذكور أكثر تناولا للمشروبات الغازية من الأطفال و الفتيات.
النظام الغذائي ليس الوحيد المتأثرا سلبا بمشاهدة التلفاز, أذ أظهرت دراسة أخرى تم نشرها العام الماضي في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية, أن الأطفال الذيت يشاهدون التلفاز لأكثر من ساعتين يوميا, معرضون للإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسة 20%, و خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة بنسبة 15% و الوفاة المبكرة بنسبة 13%,
حملت جميع الدراسات في هذا المجال توصية بسيطة إلى الأهل و المراهقين مفادها الابتعاد عن أي نشاط من نوع السلوكيات المستقرة قدر الإمكان, فجميعها تؤثر سلبيا بطريقة أو بأخرى على صحة الأطفال و المراهقين.