الابتسامة هي لغة التواصل الأولى التي لا تحتاج إلى أيّ مُترجم وأقصر الطرُّق للتعبير عن كل ما نريد البوح به، فهي تُزيل الحواجز بين الأشخاص وتَفتح الطّريق إلى الحديث بكلِّ اللغات. والابتسامة على صغرها كلمةً وفعلًا ولكنَّ آثارها كبيرة وأثرها في النفس لا يزول مهما كان سببها فنحنُ نبتسم للتعبير عن الفرح أو السرور الدّاخلي، كما نبتسم عند الدَّهشة أو الإعجاب، نبتسم عند لقاء من نحب وقد نبتسم للغرباء أيضًا كعربون تفاهم وفي كثيرٍ من الأحيان تأتي الابتسامة كردّة فعلٍ لا إرادية وعفوية.

وكدلالة على أهمية وفائدة الابتسامة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشّريف : “تبسُّمكَ في وجه أخيك صدقة” أي جُعلَت الابتسامة في مرتبة أفعال الخير التي يؤجرُ عليها الشخص  حثًّا من ديننا الحنيف على اتّخاذ الابتسامة كأسلوب حياة لما لها من فوائد وآثار تعود على المجتمع بالخير كتقوية وتنمية أواصر التآخي والترابط بين أفراده، وقد كان من المعروف عن رسولنا الكريم أنَّه كان دائمَ الابتسام فتصفهُ السيدة عائشة بقولها: “كان أليَن الناس وأكرم النّاس، كان رجلًا من رجالكم إلّا أنَّه كان ضحاكًا بسامًا” فحريٌّ بنا أن نأخذه قدوةً لنا في ذلك.

وقد قام أحد العلماء مؤخّرًا بعمل دراسةٍ مطوَّلة عن أثر الابتسامة على الفرد وعلى الآخرين فوجدَ أنَّ الابتسامة تحمل معلومات على هيئة شيفرة تستطيع أن تؤثّر على العقل الباطن مباشرةً مما يعني بأنَّ تأثيرك على الشخص المقابل لك وقدرتك على إيصال المعلومة ستكون أقوى بمقدار عشرة أضعاف إذا ما صاحبتها الابتسامة.

كما وجدَ هذا العالم أيضًا أنَّ للابتسامة أثرٌ كبير في خفض معدَّل ضربات القلب مما يَسمح له بالرّاحة ويحفظه من الإرهاق ولذلك علاقة وثيقة بخفض ضغط الدَّم. كما تعمل الابتسامة على زيادة تدفُّق هرمون الأندروفين في الجسم الذي يعمل على تحسين المزاج السيء ويُحارب الاكتئاب كما يُعتبر مسكن آلام طبيعي مما يعني أنَّ ابتسامتكَ ستعطيك شعورًا حقيقيًا بالسعادة والرّاحة.

كما وجدوا بأنَّ الابتسامة تزيد مناعة الجسم ضد الأمراض العضوية والنفسية وتخفِّف من حموضة المعدة وأمراضها المختلفة، ولا يخفى على أحدٍ منّا أثرُها الواضح على البشرة والتقليل من تجاعيد الوجه إضافةً لتأثيرها على الذِهن من نشاط وصفاء وزيادة القدرة على التركيز والتفكير.

في المرة القادمة إذا وجدت صعوبةً في الابتسام بسبب ضغوط الحياة أو الظروف التي تمرّ بها تذكّر كل هذه الفوائد للابتسامة والأهم من ذلك تذكَر بأنَّ الابتسامة كالعدوى تنتشرُ بين النّاس ما إن يقوم بها أحدهم فقط.

كن أنت من يَنشر هذه العدوى اللذيذة.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: