جرش
هي إحدى مدنِ المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ، وأكبرِ مدنِها، وتقعُ في الجزءِ الشّمالي من المملكةِ وتبعدُ 48 كم عن عمان العاصمة، وتتميّز جرش بموقعها الاستراتيجي، وتربتها الخِصبةِ فتقعُ في وادٍ تجري فيه المياهُ بشكلٍ دائمٍ، ويوجدُ بها العديدُ من الآثارِ القديمةِ والمميزةِ، فيزورها الكثيرُ من السّياحِ سنوياً من جميع أنحاءِ العالم. سنبين في هذا المقال تاريخ جرش وتطورها.
تاريخ جرش
كان يُطلقُ على جرشٍ في العصرِ العثماني اسم ساكب، لكن لم يدمِ الاسمُ طويلاً حتى أُطلق عليها جرش في القرنِ السادسِ عشر، وتدل الأعمدةُ والقلاعُ في جرشٍ على وجودِ الحياةِ البشريةِ عليها منذُ أكثرَ من 6500 سنةٍ، فقد بدأَ تأسيسُ القلاعِ بها منذُ عهدِ الإسكندرِ الأكبرِ في العصرِ اليوناني، وأُطلق عليها في ذلكَ الوقتِ اسم جراسا، وكانت المدينةُ تحتَ الاحتلالِ الرّوماني في العصرِ الذّهبي، وكانت أكثرَ المدنِ المميزةِ عندَ الرّومان، فيوجدُ بها العديدُ من الشّوارعِ التّي تمّ تعبيدُها من قبلِ الرّومانِ وبناءِ الأعمدةِ العاليةِ بها، والكثيرِ من المعابدِ والمسارحِ والميادينِ.
كما كانت جراسا طريقاً للقوافلِ التّجاريةِ التّي تسببت بازدهارها بشكلٍ كبيرٍ وبعد أن قامتِ الحربَ بين الرّومِ والإمبراطوريةِ الفارسيةِ التّي اجتاحت جميعَ بلادِ الشّام، تمّ تحويلُ طريقِ التّجارةِ؛ وتسبب ذلك بدخولِ جراسا في أسوءِ مراحلها التّي مرّت بها، وبعد أن وصلت جيوشُ الفتحِ الإسلاميةُ قامت بفتحها من جديدٍ على يدِ شرحبيل بن حسنة، فعاد الاستقرار بها في العصر الأموي.
شهدت مدينةُ جرشٍ زلزالاً كبيراً مما تسببَ في هدمِ العديدِ من الأعمدةِ بها سنة 747ميلادية، بالإضافةِ إلى الحروبِ التّي شهدتها في ما بعد، الأمرِ الذي أدى إلى هدمِ العديدِ من القلاعِ والآثارِ بها.
تطور جرش
بدأت جرش في التّطورِ مجدداً في القرنِ العشرين، حيث بدأَ العديدُ من السّكان ببنائِها من جديدٍ، واستقر بعض اللاجئين الفلسطنيين بها، وتوافدَ عددٌ كبيرٌ من سكانِ المدنِ المجاورةِ إليها، وأصبحت من المدن المزدهرةِ، ويعملُ العديدُ من سكانها في مجالِ الزّراعةِ لكسبِ قوتِ يومهم.
يوجد بها العديدُ من المعالمِ التّي تجذبُ السّياح، كالمسرحِ الجنوبي والذي تقام بها الحفلات الغنائيّة والاستعراضية إلى يومنا هذا، وسبيل الحورياتِ، والبوابة الجنوبيّة، وشارع الأعمدةِ والمدرجِ الشّمالي، ومعبد أرتميس، وساحةِ النّدوةِ وبركتي جرش، وهو أحد مقراتِ الحفلاتِ الرّومانيةِ القديمة، بالإضافةِ إلى وجودِ المسجدِ الحميدي، والمسجدِ الأموي والذي يقعُ بالقربِ من زاويةِ تقاطعِ شارعِ الكاردو ومقام النّبي هود، والذي يقع على أحدِ جبالِ جرشَ الشّرقيةّ في قريةِ النّبي هود.