سمعت هوزان عن إنجازات الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته في فتح مكة، فعملت على جمع جيش على يد مالك بن عوف النصري، حيث قدمت إليهم ثقيف، نصر وكذلك جشم، إضافة إلى سعد بن بكر، وعدد من بني هلال.
ولما سمع بهم نبي الله محمد عليه احسن وأفضل الصلاة والتسليم بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسامي، وأمره أن يدخل في الناس ويقيم بينهم ليأتيه بخبرهم، فانطلق ابن حدرد ودخل فيهم وأقام بينهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع من مالك وأمر هوزان ما هم عليه، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر.
فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى هوزان ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدرعا له وسلاحا، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك، فقال: (يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غدا)، فقال صفوان: (أغضبا يا محمد) قال: (بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك) قال: (ليس بهذا بأس) فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح فزعموا أن رسول الله سأله أن يكفيهم حملها ففعل.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ألفان من أهل مكة، مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه أيضا، ففتح الله بهم. واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد بن أبي العيص على مكة أميرا على من تخلف عنه من الناس، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه يردي لقاء هوزان.
تم تقسيم جيش هوزان إلى مجموعات على مداخل وادي حنين وشعابه، وذلك بهدف مفاجأة المسلمين بالسهام، وبالفعل بدأت تنهال عليهم بمجرد دخولهم هذا الوادي، حتى تراجعوا، وليبدأ بعد ذلك رسولنا الكريم عليه احسن وأفضل الصلاة والتسليم بالنداء على المسلمين، حتى قاتل هو ومن معه، ليهزم العدو ويفروا، علما بأن هذه الغزوة وقعت في العاشر من شوال في السنة الثامنة للهجرة فى وادي حنين الذي يقع بين مدينة مكة والطائف.
وأنزل الله عز وجل الآية الكريمة في يوم حنين: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين - ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين)، سورة التوبة ( 25 – 26 ).