في عروس البحر الأبيض المتوسط بأم الدنيا مصر كان مسقط رأس الشاب الذي أذهل الكثيرين بتميزه في المجال الصحفي وبتقلده لمنصب رئاسة التحرير قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، كان قومياً عربياً أثّر به الظلم الذي لحق بالفلسطينيين فكان معهم في كل مناسبة بقلمه وقلبه.
إنه الصحفي المصري أحمد بهاء الدين، ولد في مدينة الإسكندرية في 11 فبراير لعام1927م لأب يعمل في وزارة الأوقاف بمدينة الإسكندرية، وهو من أسرة تعود أصولها وجذورها لقرية تدعى الدوير بمركز صدفا في محافظة أسيوط.
تلقى تعليمه الجامعي في جامعة فؤاد الأول -جامعة القاهرة حالياً- وتخرج من كلية الحقوق عام 1957م، وبعد تخرجه بعام عمل في وزارة العدل كموظف بإدارة الشؤون القانونية، وخلال فترة عمله بدأت علاقته بالصحافة من خلال مجموعة المقالات التي كان يكتبها ويرسلها للنشر من خلال مجلة الفصول وروز اليوسف.
تقلد أحمد بهاء الدين منصب رئاسة تحرير مجلة صباح الخير وهو دون الثلاثين، وهو بذلك كان أحد أصغر رؤساء التحرير عام 1957م، وفي عام 1958م تولى تحرير إحدى صحف الثورة وهي صحيفة الشعب فاستمر بالعمل بها عاماً، بعد ذلك انتقل للعمل في رئاسة تحرير صحيفة الأخبار وتولاها مرتين عامي 1961 و1962م، وبعد ذلك أصبح رئيساً لمؤسسة روز اليوسف ومن ثم دار الهلال وبعدها إلى تحرير صحيفة ساعة إلى أن عمل ككاتب متفرغ في الأهرام.
وكان أشهر مقال له أثناء ترأسه لجريدة الأهرام الحكومية شبه الرسمية هو "السداح مداح" الذي هاجم فيه سياسة الإنفتاح الإقتصادي التي كانت متبعة في عصر الرئيس أنور السادات.
وإضافة لكتابة المقالات قام أحمد بهاء الدين بنشر 37 كتاباً ومنها أيام لها تاريخ، محاوراتي مع السادات، إسرائيليات وما بعد العنوان، أبعاد في المواجهة العربية، وتحطمت الأسطورة عند الظهر، وفاروق ملكا، وغيرها الكثير من الكتب القيمة التي تحاكي القومية العربية وأحداث مهمة في تاريخ الدول العربية.ً
ولأنه كان عروبياً وقومياً كانت هموم الوطن العربي نصيب منه، فقد تسببت رؤيته لحادثة غزو العراق للكويت بحدوث نزيف حاد في المخ تسبب في وقوعه في المرض ست سنوات بقى فيها في صراع مع المرض وغيبوبة طويلة ووافته المنية في الثاني من أغسطس لعام 1996م.
وبما أن الذاكرة تبقى مخلصة جداً لمن أفنوا حياتهم ومنحوا الحياة جزءاً منهم قام أصدقائه وزوجته ديزي والاقتصادي محمود عبد الفضيل بإنشاء جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والتي تمنح جوائز سنوية للباحثين الشباب، إضافة لإنشاء قصر ثقافة أحمد بهاء الدين ببلدته الدوير بمحافظة أسيوط ليكون قبلة الأدباء والمثقفين في منطقة صعيد مصر، وتم افتتاحه يوم الخميس الموافق 16- 12-2010 بحضور مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين وأصدقائه وعلى رأسهم محمد حسنين هيكل.