يتألّم الإنسان أن يرى كثيراً من النّاس في وقتنا الحاضر يقضون ساعاتٍ طويلةٍ أمام شاشات الحاسوب بدون مراعاة لأهميّة الوقت في حياة الإنسان، فالإنسان محاسبٌ على وقته الذي يقضيه في حياته، وهو مسؤولٌ أمام الله تعالى عن الكيفيّة التي قضى فيها ساعات يومه، وقيل من الحكم في ذلك، يا ابن آدم إنّما أنت أيام، إذا ذهب يومٌ ذهب بعضك، وبالتّالي على الإنسان الحصيف الفطن أن يعرف كيف يستغلّ وقته، وأن يركّز على الإستفادة من أوقات الفراغ المتاحة له بتعرف ما هو نافعٌ مفيد، وقد ساهم ظهور الشّبكة العنكبوتيّة في خلق حالةٍ مجتمعيّةٍ ومعرفيّةٍ جديدة مكّنت النّاس من استخدام أدواتٍ جديدةٍ للالبحث عن المعلومة، والوصول إليها، بالإضافة إلى ظهور شبكات التّواصل الإجتماعي والمدوّنات وغيرها الكثير من الصّفحات التي مكّنت النّاس من التّواصل مع بعضهم البعض مهما بعدت المسافات بينهم، فتعرف على ما هى الطّريقة الأنسب لكي يستطيع الإنسان استغلال وقته باستخدام الإنترنت ؟
على الإنسان أن يدرك ابتداءً أنّ الإنترنت هو عالمٌ كبيرٌ يشتمل على صنوفٍ مختلفةٍ من المعرفة والعلم والتّسلية، كما أنّه قد يكون فيه الصّالح النّافع كما يكون فيه السّيء الضّار، وعلى الإنسان حسن التّمييز بين ذلك كلّه، وأن يراعي تحرّي المعلومة الصّحيحة حين ينشدها فكثيراً ما يضع النّاس أخباراً ملفّقةً أو معلوماتٍ محرّفة موضوعة ويتلقّفونها ويتداولونها وكأنّها حقائق ومسلّمات، وبالتّالي وجب التّمييز بين ذلك لضمان حسن الاستفادة من عالم الإنترنت الفسيح .
كما أنّ على الإنسان الذي يستخدم الإنترنت أن يحرص على وضع بصمته الخاصّة عندما يريد كتابة موضوعٍ معين أو إضافة معلومةٍ تفيد النّاس، وتجد كثيرٌ من الكتّاب يخصّصون صفحاتٍ لهم على الإنترنت لكي تكون بوابّةً يدخل إليها كلّ من يريد الولوج إلى المعلومة الصّحيحة والعلم النّافع، كما يحترف بعض النّاس في صنع الأخبار السّياسيّة والاجتماعيّة حين يبتكرون مواقع اخباريّةٍ تواكب التّطوّرات السّياسيّة المختلفة وترصدها، ثمّ توضع في نسقٍ معيّنٍ منظّم مشوّق للنّاس .
وهناك من النّاس من يستخدم الإنترنت في مجال التّجارة الإلكترونيّة والأعمال الدّوليّة، حيث أصبحت كثيرٌ من الشّركات تعتمد على الإنترنت في التّواصل فيما بينها، كما حلّ البريد الإلكتروني محلّ البريد العادي في إرسال المعلومة وتلقّيها، وأخيراً يجب التّنويه إلى ضرورة تجنب دخول المواقع المسيئة مثل المواقع الإباحيّة وغيرها حتى يحفظ الإنسان نفسه ودينه من شرورها .
