برج بيزا المائل
بني برج بيزا كيّ يكون برجاً يوضع عليه الجرس التّابع لكاتدرائيّة بيزا، وتم اختيار الموقع بحيث يطل على ساحة المعجزات، في ولاية توكسانا في إيطاليا، وتم اتّباع الطراز الروماني في بنائه، ويميل خمس درجات عن المحور العمودي له، ولم يكن ميلانه مخططاً عند المهندس المشرف، فكان من المفترض أن يشابه باقي الأبرج التّابعة للكنائس، علاوة على أنّ الميلان في الأبنيّة تجعلها آيلة للسقوط، وقد تعرّض في الحرب العالميّة الثانيّة لخطر التدمير على يد القوات الأمريكيّة، إذ دمّرت حينها غالبية أبراج بيزا آنذاك، ولكنّ تمّ إنقاذه بقرار انسحاب في آخر لحظة، واليوم يعدّ من عجائب الدنيا السبع، ومن أهمّ الأماكن السياحيّة التي يقصدها زوّار إيطاليا.
بناء برج بيزا المائل
تم اختيار أحجار الرخام الأبيض عالي الجودة من أجل بناء برج بيزا، وبدأ بناؤه في التّاسع من آب في عام ألفٍ ومئة وثلاثة وسبعين ميلاديّ، واستّمر بناؤه مئة وتسعٍ وتسعين سنة، توقف خلالها البناء عدّة مرات، وبالتّالي فبناؤه كان مقسّماً على ثلاثة مراحل، والمرحلة الأولى هي منذ بدء بنائه وحتى الانتهاء من الطّابق الثالث في عام ألفٍ ومئةٍ وثماني وسبعين ميلاديّة، وكان التّوقف بسسبب اكتشاف ميلانه، وبقي البناء على هذه الحال لمدة مئة عام، استؤنف البناء في عام ألفٍ ومئتين، واثنين وسبعين ميلاديّة، حيث بنيت أربعة طوابق إضافيّة ولكن مع ميل بسيط بهدل تعديل الخلل، ثم توقفت أعمال البناء مجدداً في عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وواحد لمدّة واحد وسبعين سنة، لتستأنف مرّة أخرى ببناء آخر طابق، وتركيب الجرس أخيراً.
يتكوّن برج بيزا من ثمانية طوابق، ويبلغ ارتفاعه حوالي ستة وخمسين متراً، وأمّا كتلته فتبلغ أربعة عشر ألفٍ وخمسمئة طناً، وفيه سلالم مكوّنة من مئتين وأربعة وتسعين درجة، وحديثاً تمّ إضافة مصعد كهربائي.
سبب ميلان برج بيزا
يعود سبب ميلانه إلى رخاوة الأرض تحته، فالتربة تهبط مع مرور الوقت مسببة هذا الميلان، وقد ظهر ذلك للمعماريين في مراحل البناء الأولى، ومع ذلك استّمروا في البناء تبعاً لهذا الميلان، وأثناء بناء الطابق الخامس حاولوا تعديل هذا الميل، وإعادة البرج لمركز توازنه، ولكنّهم فشلوا، وكان ذلك في العام ألف ومئتين وخمسة وسبعين ميلاديّة، ومن ذلك الوقت وحتّى الآن يحاول المعماريّون بناء دعامات للبرج للتخفيف وانقاص من ميلانه؛ كيّ لا يسقط، وفي العام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعين منع السّياح من الصعود إليه، كونه آيلاً للسقوط في أية لحظة، وأعيد فتح أبوابه في أواخر عام ألفين وواحد، بعد العديد من الجهود التي نفّذت من أجل جعله مستقراً وآمناً للزوار.