مظاهر الثقافة عند الإنسان
يخضع الإنسان لقوانين الحياة المتمثلة في النموّ والتغذية والتكاثر وغيرها، ولكن ما يميز الإنسان عن غيره من سائر الكائنات الحية الأخرى كالحيوانات والنباتات أنّه يمتلك القدرة على التفكير والتأمل وتكوين الثقافة اللازمة حتى يعيش حياة كريمة، وقد نجح الإنسان في تكوين العالم الخاص به، من خلال إنتاج مجموعة كافية من مستلزمات الحياة التي من شأنها أن تسهّل الطريقة التي يعيش فيها، وهذا ما جعل منه يتغلب على الطبيعة وجعل الثقافة هي عنوانه الأول.
- اللغة وجعلها علامة للثقافة: اللغة هي عبارة عن العلامة التي تميز الشعوب عن بعضها البعض، لأنها تشكل الثقافة الأساسية لهذه الشعوب، كما تعتبر الأداة التي يستخدمها الناس من أجل التواصل مع بعضهم البعض، واختلاف اللغات بين الشعوب هو الأساس في التنوع الثقافي.
- المؤسسات: يعتبر القضاء من المؤسسات الثقافية التي حققت التوازن الحضاري بين الشعوب، فجعلت الإنسان يخرج من حالة الوحشية التي كان يعيش فيها إلى حالةٍ من الحضارة والثقافة، لذلك يعتبر القانون بديلاً عن العنف والإكراه.
- أنماط العيش بين الشعوب ومستويات التواصل: ويكون تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض من باب القرابة، وذلك جعل للإنسان قيمة ومركزاً يتميز به عن الحيوانات، كما يعد مبدأ استخدام الأموال في المعاملات المختلفة كنوع من التعامل من أهمّ ما يميز الإنسان، كما عمل الإنسان على إيجاد نوع من التواصل وهو الفن والأدب الذي ربط الحضارات والثقافات مع بعضها البعض.
التمييز بين طبيعة الإنسان وثقافته
الإنسان هو المنتج الأول للأفكار والقيم والمعتقدات، وهو المنتج للعديد من المظاهر الأخرى المتمثلة في الطقوس والممارسات والنشاطات والسلوكيات وأنماط العيش المختلفة، وهذا ما يجعل عالم الإنسان الثقافي مميزاً عن عالم الطبيعة المتمثل في الغرائز التي تتحكم في الإنسان ليصبح مثله مثل سائر الحيوانات الأخرى.
- مفهوم وتعريف ومعنى الطبيعة: وهي عبارة عن القدرة على النمو في الأشياء، مثل السماء والأرض والكواكب والحيوان والإنسان، فالطبيعة خُلقت قبل الإنسان، وجاء الإنسان ليجد نفسه في عالمٍ لم يكن له يدٌ في تكوينه، وما كان له إلّا أن يعيش ويطور نفسه من أجل التأقلم مع هذه الطبيعة.
- مفهوم وتعريف ومعنى الثقافة: هي عبارة عن عملية اكتساب المهارات والأساليب التي تساعد الإنسان على التأقلم مع الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه، وتتمثل في المؤسسات وطريقة التفكير وغيرها من المظاهر الأدبية والاقتصادية، فالإنسان هو الذي أوجد الثقافة بكل معاييرها وأساليبها، فتمكن من خلالها أن يتميز بطبيعته البشرية ألا وهي القدرة على التطوير والابداع.