التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن أية نقائص تَنزَّه وتعالى وجلَّ في علاه، وهو نوع من أنواع ذكر الله تعالى، كأن يكرر الإنسان المسلم قول سبحان الله – على سبيل المثال -، والتسبيح هو مما ورد في القرآن الكريم في العديد من المواضع المختلفة ومما ورد عن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – من مستحبات تقرب الإنسان المسلم المؤمن من ربه – عزّ وجلّ -.
الذكر إجمالاً مما يجعل اللسان والفؤاد رطبين بذكر الله عز وجل، وهذه هي فائدة التسبيح، فكثرة ذكر الله تعالى ، حتى لو لم تكن بوعي الكلمات وعبارات التي يتم النطق بها، تبقي الإنسان دائماً متصلاً مع الله – عزّ وجلّ -، فالاتصال الدائم مع الله – عزّ وجلّ – يجعل الإنسان أكثر وعياً بحقيقة الله تعالى وبرحمته ويجعله أكثر قرباً من وأكثر طلباً لرضوانه، فرضوان الله تعالى هو الأهم، هو أهم من أي شيء، لأنّ رضاه بوابة الدخول إلى باقي الأمور، سواء في الدنيا أم في الآخرة، كما أنّ رضاه – عزّ وجلّ في علاه – تعرف ما هو إلّا دليلُ صارخ وواضح على خيريّة الإنسان وعلى أنّه لا يزال إنساناً، لأنه من كان قريباً من الله تعالى فقد نال كلَّ شيء آخر مهما كان.
كثرة التسبيح لا تعني أن الإنسان من الضروري أن يكون أخلاقياً ورحيماً، فقد يكون شكلياً فقط، فالاتصال هو اتصال القلب بالله أساساً، وليس اتصال اللسان، فاللسان هو وسيلة تقوي الاتصال وتذكر الإنسان بالله إن نسي، أمّا إن لم يكن هناك اتصال قلبي فلا فائدة ترجى من التسبيح لأن القلب جاف، والقلب الجاف هو علامة من علامات و دلائل الخذلان، أما القلب الرحيم المتصل بالله – عز وجل – فهو سبيل النجاة في الدنيا قبل الآخرة، ففي الدنيا يجعل الإنسان مصدراً يشع رحمة ونوراً وهدى لكل من حوله وفي الآخرة يكون قريباً من الله – عز وجل – ويفوز فيها في الوقت الذي يخسر الآخرون.
من أكثر التسابيح التي وردت عن الرسول الأعظم والتي كان دائم التسبيح بها، هي " سبحان الله وبحمده " و " لا إله إلّا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " و " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " و " سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم "، وغيرها العديد من الأذكار والتسابيح المختلفة والمتنوعة. ويمكن التسبيح بالمسبحة أو على الأصابع أو بدون أي شيء فقط بالقلب.