الشخصيّة
إنّ شخصيّة الإنسان تتشكّل مع مرور الوقت فتبدأ من الصغر إلى مرحلة النضوج، وتتضمّن العديد من المشاعر، والأحاسيس، والأفكار، والمواقف التي يسعى كل فرد إلى تطبيقها على أرض الواقع عندما يخرجها من عقله الباطن، ولكن بالرغم من أنّ الأفراد يكشفون عن بعض الملامح المرتبطة بشخصيتهم إلّا أنّ الإنسان يبقى حالة غموض بالنسبة لغيره، فمن الصعب التنبؤ بكل ما في داخله وما تحمل نفسه من أفكار مرتبطة به.
شخصيّة الإنسان وعلاقتها بطريقة كلامه
الصوت موجود في كل مكان ونسمعه بكل الأوقات، وأحد هذه الأصوات هو صوت الإنسان الذي يستخدم في التواصل بين الناس والتعبير عمّا تحمله النفس البشرية، حيث يتوجّب على كل فرد أن يتحدّث عما في صدره من احاسيس حتى لا يؤدي تراكمها إلى الحاق الضرر به؛ لأنّ طريقة كلام الإنسان تكشف عن بعض صفاته، بالإضافة إلى ذلك فإنّ طريقة ملبسه وطريقة أكله وتعامله مع الناس تزيد من إمكانية التعرّف على شخصيته.
صوت الإنسان مؤشّر سطحيّ عن شخصيته، فالإنسان الذي يتحدّث بسرعة بفعل إثارة عاطفية فإنّه يحبّ أن يكون وحيداً، ويبقى بحالة توتر إلى أن ينهي حديثه ويتم التعامل معه بتعزيز ثقته والتخفيف وانقاص من توتره، ولكن إذا كان صوته مرتفعاً فإنّه يحبّ السيطرة ويتّخذ قراراته دون التفكير لذلك من الاحسن وأفضل على المستمع أن يصغي له وأن يتحدّث معه بطريقة منطقية، أمّا الإنسان الذي يتحدّث بصوت منخفض فإنّه يريد أن يكون محبوباً ولا يريد إبعاد الناس عنه لذلك يبقى في حالة هدوء ويتم مقابلته بالاحترام وحسن المعاملة، وعندما يكون حديثه بطيئاً فهذا يعني بأنه لا يريد التعبير عن كافة أفكاره وإنما يريد الاحتفاظ بها دون تعديلها فيتم التعامل معه بهدوء وطرح وجهات النظر دون معارضة وجهة نظره.
حب الإنسان، وكره، وغضبه، وعواطفه الأخرى تظهر من خلال صوته، فصوت الإنسان الجميل والناعم يدلّ على أنّ هذا الإنسان يحاول جذب الناس إليه ويتمتع بالراحة والهدوء فيتم الإصغاء لحديثه ومقابلته بالاحترام، ولكن عندما يتحدّث ويقطع حديثه بالضحك فإنّه يفضل أن يبقى سعيداً ويخشى من الأحاديث التي تؤثّر على نفسيته لذلك يتم التعامل معه بالتدرج في الكلام واختيار الوقت المناسب، أمّا إذا كان صوته طفولي فهذا يعني عدم نضجه وتمسّكه بالماضي لذلك يتم مقابلته بالبساطة. وفي النهاية نرى بأنّ كلام الشخص يكون أحياناً حسب انفعاله، وهذا يعني أن شخصيّة الإنسان تحمل العديد من العواطف التي يتم كشف بعضها بطرق ووسائل عفوية، ولكن في بعض الحالات يحاول الأفراد جاهدين ألّا يكشفوا شخصيتهم وذلك من خلال تعلمهم طريقة السيطرة على ملامحهم لكيلا يقعوا ضحايا للأشخاص الذين يسيئون التحليل، ومن هنا نرى أهمية وفائدة محافظة الإنسان على طريقة كلامه في لفت انتباه الناس أو إبعادهم عنه.