حتى يقوم الإنسان بأعماله اليومية فإنه يحتاج إلى قدر كاف من الطاقة، ويتم الحصول على الطاقة من الطعام الذي يتناوله ومن ثم هضم هذا الطعام داخل الجسم وتحويله إلى سكريات، لتقوم من بعد ذلك الخلايا بحرق هذه السكريات من أجل إنتاج الطاقة، ومن الشروط التي يجب تواجدها من أجل القيام بعملية حرق هذه السكريات بشكل كامل وعدم تراكمها في الدم: توفر العدد الكافي من المستقبلات على سطح الخلايا، وذلك لاستقبال السكر، إلى جانب توفر مادة الأنسولين التي تعمل على فتح هذه المستقبلات لاستقبال الخلية للسكر وحرقه داخلها لإنتاج الطاقة.
وفي بعض الحالات قد تحدث اختلالات معينة في عملية حرق السكريات داخل الجسم، مما يؤدي إلى تراكم هذه السكريات في الدم وبالتالي إصابة الإنسان بحالة مرضية تدعى بمرض السكري، وهو عبارة عن حالة مرضية، كما من الممكن تسميتها بمتلازمة تصيب الإنسان بحيث ترتفع نسبة السكر في دمه بشكل شاذ وغير مسبق، ويعزى هذا الإرتفاع إلى نقص في إفراز هرمون الأنسولين أو انخفاض حساسية مستقبلات السكر الموجودة على سطح الخلايا ضد الأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكريات في الدم من دون وجود أي فائدة لها.
وبسبب تراكم السكر في الدم وعدم وصوله إلى الخلايا، فإن هذه الخلايا ستبقى متعطشة دائما للطاقة، ومع مرور الوقت تتطور الحالة لدى الإنسان بحيث تسبب مستويات السكر المرتفعة في دمه أضرارا بالغة جدا في الأعصاب والأوعية الدموية، وفي حال زاد تطور هذه الحالة فإن مضاعفاتها ستكون خطيرة، ومن هذه المضاعفات أمراض القلب، السكتة، العمى، والإصابة بأمراض الكلى، والتهاب اللثة، والقدم السكرية وفي بعض الأحيان قد تصل إلى بتر الأعضاء.
ومرض السكري هو مرض شائع بين الناس في أيامنا هذه، ويرجع السبب وراء ذلك نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وتناول الكثير من الوجبات الدسمة والحلويات، كما قد يكون سببه وراثيا بحيث يرث الأبناء من آبائهم هذا المرض، وفي بعض الأحيان قد يرجع سبب الإصابة به إلى عوامل نفسية كالضغوطات والتوتر والقلق، كما أن قلة الحركة وممارسة التمارين الرياضية من العوامل المهمة أيضا التي تساعد على الإصابة بمرض السكري.
ومرض السكري شأنه كباقي الأمراض المعروفة حيث يمتاز بوجود أعراض واضحة تدل على أن الشخص مصاب بهذا المرض، وهذه الأعراض يمكن تلخيصها في النقاط التالية: