العرب المستعربة
قسَّم علماء التَّاريخ العرب منذ بدء الخليقة إلى ثلاثة أقسامٍ هم: العرب العاربة، والمستعربة والبائدة وهذا التَّقسيم متّفقٌ عليه من قِبل المؤرخين وثابتٌ في أمهات كُتب التَّاريخ ككتاب تاريخ الأُمم والملوك للطَّبريّ، وكتاب الإنباه على قبائل الرواة للحافظ بن عبد البرّ، وغيرها.
العرب المستعربة هم القبائل العربيّة التي يعود نسبها إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام، وهذه القبائل هي النَّسل النَّاتج من زواج إسماعيل عليه السَّلام من قبيلة جُرهم العربيّة، فأصبح نسله من العرب بعد تعلمه للغة العربيّة بدلاً من اللُّغة التي كان ينطق بها- قيل هي اللُّغة العبرانيّة، وقيل الآرامية أو الكلدانيّة- وأُطلق على نسل إسماعيل اسم العدنانيين وكانت مساكنهم في منطقة الحِجاز من شبه الجزيرة العربيّة.
انقسمت القبائل العربيّة المستعربة إلى قسميْن هما مُضر وربيعة؛ فكلُّ واحدةٍ منهما تضم مجموعةً من القبائل التي ما زال نسلهم حتّى يومنا هذا. قُريش إحدى قبائل العرب المُستعربة وهي من مدركة بن خندف بن مُضر الذي يعود في نسبه إلى إسماعيل عليه السَّلام، ومن قُريش خرج النّبي صلى الله عليه وسلم.
محمد أوّل نبيٍّ من نسل العرب
النّبي محمَّد صلى الله عليه وسلم هو أوّل وآخر نبيٍّ من نسل العرب، وآخر الأنبياء والرُّسل على الإطلاق، وقد جاءت البِشارة ببعثة الرسول من نسل العرب في الإنجيل، بعد أنْ كان معظم الأنبياء والرُّسل عليهم السَّلام من بني إسرائيل.
محمّد صلى الله عليه وسلم من قبيلةٍ تنتمي إلى العرب المستعربة؛ فهو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ بن كِلابٍ بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وعدنان من ذُريّة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام.
والدة النّبي صلى الله عليه وسلم عربيّة أيضاً من العرب المستعربة؛ فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كِلاب، وكِلاب هو الجدّ الخامس للنبيّ صلى الله عليه وسلم من ناحية أبيه؛ فأب النّبي صلى الله عليه وسلم وأمه من أصلٍ واحدٍ يلتقيان عند كِلابٍ وهو لقبه الذي عُرف به، أمّا اسمه الحقيقيّ حكيم.
بعث الله سبحانه وتعالى آخر أنبيائه ورُسله من العرب تشريفًا لهم، وبهذه الرِّسالة بقيت اللُّغة العربيّة خالدةً إلى قيام السَّاعة ما دام القرآن الكريم موجوداً بين أيدي النّاس محفوظاً من التَّحريف والتَّبديل، كما بُعث النّبي صلى الله عليه وسلم من قبيلةٍ عربيّةٍ هي من أشرف القبائل العربيّة المشهود لها بالرِّفعة وعلوُّ الشَّأن، والشَّرف، والقداسة الدِّينيّة بين سائر القبائل العربيّة؛ فكان النّبي صلى الله عليه وسلم من أُسرةٍ هي أشرف أُسر قبيلة قُريش تُعرف بالأسرة الهاشميّة، نسبةٍ إلى جدِّه الثَّاني هاشم الذي وَرِث عن قُصيّ: السِّقاية والرِّفادة، وهو الذي أقرّ رحلتيّ الشِّتاء والصَّيف، ولُقِّب بسيد البطحاء.
