الامتحان
إنّ تقييم مستوى الطالب الدراسي يكون من خلال عدة أمور؛ حيث يُقيّم من خلال النتائج التي يُحصّلها في الامتحانات، والتزامه بالحضور، ومشاركته، والأبحاث التي يُقدّمها، والوسائل التعليمية، إلا أنّ تسعين بالمائة من التقييم النهائي للطالب يعتمد على نتائج الامتحانات، لذلك كان لا بدّ على الطالب من أن يبذل قصارى جهده، لتجاوز الامتحان، والنجاح به، وقد لا يكتفي الطالب بمجرّد النجاح بالامتحان، فقد يطمح إلى الحصول على الدرجات العالية، فكيف يكون ذلك؟
طريقة الحصول على درجات عالية في الامتحان
إنّ الحصول على الدرجات العالية في الامتحان يتطلّب من الطالب مراعاة مسألتين غاية في الأهمية، وهما الاستعداد ما قبل الامتحان، واتباع الطريقة الصحيحة في حل الأسئلة، والتفصيل كالتالي:
الاستعداد قبل الامتحان
- الامتحانات التي يقدمها الطلاب لا تأتي فجائية، بل يكون الطالب على دراية بموعدها قبل فترة، وذلك لإعطائه الفرصة المناسبة لمراجعة المواد الداخلة في الامتحان، ودراستها جيداً، لذلك على الطالب أن يُحضّر نفسه جيداً للامتحان، من خلال الدراسة الجادة، ولجميع مادة الامتحان، دون أن يُهمل شيئاً منها، ثم يركز على المعلومات التي أشار إليها المعلم، ويحاول الدراسة في أوقات الصباح، ويراجع جيداً قبل الامتحان بوقت قصير، ولا يسهر ليلة الامتحان، وإن كان لا بدّ عليه بالاستيقاظ الباكر، فهو احسن وأفضل من السهر ليلاً.
- في حال كانت مادة الامتحان تعتمد على الحفظ، فهناك عدّة طرق ووسائل قد تساعد الطالب على الحفظ، كالتلخيص، والمشي، والتكرار، والاستعانة بشخص للتسميع، وإن كانت المادة تعتمد على حل المسائل، عليه أن يُكثر من حل الأمثلة، ويحاول الالبحث عن الأمثلة الصعبة، والقيام بحلّها، والاستعانة بأيّ شخص قد يفيده في ذلك، حتى لا يُفاجأ عند الامتحان، فيكون قد درّب نفسه على حل الأمثلة الصعبة، فإن جاءه أي مثال سوف يستطيع حله بسهوله، لأنه قد تدرّب على حل الأمثلة الصعبة.
- يجب أن يخلق الطالب لنفسه بيئةً دراسية مناسبة؛ بحيث يكون جوّ الغرفة هادئاً بعيداً عن الضوضاء، والإزعاج، كما عليه أن لا يستمر بتناول الطعام طيلة فترة دراسته، بل يضع أوقات استراحة لتناول الطعام، ولا يضع الطعام أمامه في غرفة الدراسة، حتى لا يشتت نفسه، ويشتت تركيزه، ويحاول إغلاق هاتفه، ويحاول الدراسة وهو جالس على مكتب، ويبتعد عن الدراسة على الفرشة، فقد تخلق له النعاس، وينصب تفكيره في النوم.
- في يوم الامتحان على الطالب أن لا يختلط كثيراً مع الطلاب قبل الامتحان، ويحاول أن يبتعد عن أجواء المراجعة، فهي عبارة عن تشويش لمعلوماته، وربما يسمع منهم معلومات خاطئة، يعتقد بأنّها صحيحة، وتأتي بالامتحان، ويستند إليها، ويتبيّن له بعد ذلك بأنّ معلوماته السابقة هي الصحيحة، لذلك فإنّ الطالب الذي أعد نفسه جيداً للامتحان عليه أن يثق بمعلوماته، ولا يُخالط الطلاب، ويشوّش على نفسه.
- ينبغي على الطالب أن لا يتأخر بدخوله إلى قاعة الامتحانات، فقد يشير المعلم إلى معلومات قبل البدء بالامتحان قد تفيده، وكذلك عليه أن يحتفظ بقلمٍ إضافي، في حال لم يعمل القلم الذي معه، وكذلك أيّ أداة أخرى تكون من متطلبات مادته، بحيث يكون على أتم استعداد لتقديم الامتحان.
طريقة تأدية الامتحان
على الطالب أن يتحلى بالثقة بالنفس، والصبر، وعدم التوتر، والهدوء، والتوكل على الله، والتفاؤل في النجاح، والتفاؤل في الحصول على الدرجات العالية، وكذلك عليه مراعاة الأمور التالية:
- قبل البدء بالامتحان، وقبل النظر إلى الورقة، يجب على الطالب أن لا ينسى اللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء، حيث يقول: "رب اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقه قولي"، ويقول كذلك: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً"، ثم يُسمي بالله الرحمن الرحيم، ويبدأ بقراءة الأسئلة.
- عند الإمساك بورقة الامتحان، لا مانع من أن يتعرّف على الأسئلة بشكل سريع، دون أن يأخذ ذلك من وقت الامتحان، بحيث يقرأ الأسئلة سريعاً، ويعرف السهل والصعب منها.
- تقسيم الوقت: بعد معرفة الطالب للأسئلة السهلة من الصعبة، عليه أن يُقسّم الوقت حسب عدد الأسئلة، وحسب سهولتها وصعوبتها، بحيث يُعطي كل سؤال حقه من الوقت.
- إن نصف الإجابة هي فهم السؤال، لذلك عند البدء بالحل على الطالب أن يقرأ السؤال بتدبّر ويحاول فهمه، دون تسرع أو عجلة، فذلك الكم من المعلومات التي لديه نتيجة دراسته السابقة، سيجعل المعلومات متداخلة، وقد تتشابه المفردات والجمل لديه.
- القيام بحلّ الأسئلة السهلة أولاً، ثم بعدها الانتقال إلى الأسئلة الصعبة؛ لأنّ الانشغال بحل الأسئلة الصعبة سوف يتطلّب وقتاً طويلاً في التفكير في الإجابة، وبالتالي يكون الطالب قد ضيع الوقت المخصص للامتحان بالتفكير في حل الأسئلة الصعبة، ويكون قد فات الأوان لحل الأسئلة السهلة.
- عند عدم معرفة حل بعض الأسئلة، عليه أن لا يترك مكان الإجابة فارغاً، بل عليه أن يحاول كتابة أي شيء يحيط بمعنى السؤال والإجابة، ويضع كافة المعلومات المتوفرة لديه، وكذلك الحال عند الحيرة في فهمه السؤال وتوفر عدة إجابات لديه، عندها عليه أن يضع أكثر إجابة قرباً للسؤال، ومنطقية، وبالتالي يضع الإجابة التي يجدها مناسبة، ولا يترك مكانها فارغاً.
- يجب أن يكون الخط واضحاً، فقد يخسر الطالب العلامات و دلائل نتيجة عدم فهم المعلم لخط الطالب، لذلك عليه أن يقوم بالحلّ بطريقة واضحة، ومفهومة، حتى يستنى للمعلم فهم هذه الإجابات، ومحاسبته على كل كلمة، وعدم الالتفات عن الجمل غير الواضحة، والتي قد تكون هي جلّ الإجابة، أو مكمن الإجابة، كما عليه أن يرتّب الورقة بشكل مناسب؛ بحيث يشير إلى رقم السؤال، بطريقة تُسهل على المعلم الوصول إلى إجابة السؤال بشكل سلس، وسريع.
- من الطبيعي أنّ الطالب الذي يسعى للحصول على العلامات و دلائل التامة هو من الطلاب المجتهدين، والذي لا يعتمد في حل الأسئلة على الغش، ولكن عليه أيضاً أن لا يترك زملاءه يعتمدون عليه في حلّ أسئلتهم، وبالتالي يكون قد منحهم جهده، وتعبه الذي بذله طيلة فترة دراسته، بحيث يستيفدون منه دون أدنى جهد منهم، ويكون أيضاً قد خسر وقته في حل أسئلته، فوقته ملكه، وهو أحق به، من أن يستنفده بحل الأسئلة لزملائه.
- على الطالب أن يترك متّسعاً من الوقت لمراجعة حلول الأسئلة التي كتبها، لذلك عندما ينتهي الطالب من حل الأسئلة، عليه أن يراجع كافة الإجابات التي كتبها، فيقوم بقراءة السؤال مرة أخرى، ويقرأ الإجابة التي كتبها، ويحاول تصحيح الأخطاء إن وجدت، ثم يتأكد من أنه قد قام بكتابة اسمه على ورقة الإجابة، ويحاول البقاء حتى نهاية الوقت، فقد يستجد معه شيء، أو قد يتذكر معلومة معينة كان قد نسيها أثناء حل الأسئلة، عندها يقوم بإضافتها من فوره، وهذا يقتضي منه أولاً أن يكون قد ترك فراغاً مناسباً بعد حل كل سؤال، أي أنه على الطالب بعد أن يحل السؤال أن يترك فراغاً بسيطاً للمعلومات التي قد يتذكرها لاحقاً، والتي قد يستند إليها في إجابته.
وفي الختام نقول بأنّ الحصول على الدرجات العالية يعتمد أولاً وآخراً على اجتهاد الطالب، واعتماده على نفسه، ودراسته اليومية، والمراجعة، وعدم الغياب، والتركيز على ملاحظات المعلم، وعدم إهمال أيّة صفحة من صفحات الكتاب، واللجوء إلى رب العالمين بالدعاء بأن يوفقه في دراسته، والحصول على النتائج التي يرجوها.