مدينة العمارة
هي مدينة من المدن العراقيّة وتعدّ مركز محافظة ميسان، والتي كانت تُعرف قديماً باسم العمارة، وتبعد عن بغداد مسافة 320 كيلومتراً، وتقع في الجهة الجنوب شرقيّة من العراق بالقرب من نهر دجلة، وتُعتبر من المدن الحدوديّة القريبة من المنطقة الحدودية بين العراق، وإيران، ويتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، وغالبيّتهم من العرب.
تاريخ مدينة العمارة
كانت مدينة العمارة المركز الرئيسي لمملكة ميسان القديمة، والتي قامت في القرن الأول قبل الميلاد، على شكل دويلة صغيرة حكمها السلوقيين، فمرّ على عرشها أكثر من عشرين ملكاً من قبل الميلاد، وحتى عام 225م، وكان لها دورٌ مهمٌ في الحياة السياسية والعسكرية في مجتمع بلاد ما بين النهرين.
أما عن اسم عمارة، فتوجد مجموعة من التفسيرات حوله، فعندما ينطق بضمّ حرف العين أي العُمارة، فهو يدل إلى عُمارة بن الحمزة الذي حكم منطقة دجلة، بتكليف من الخليفة العباسي المنصور، فتمكّن من ضم ميسان، وضواحيها مع البصرة إلى العُمارة لتسمى باسمهِ، أما عندما يحرّك حرف العين بالفتح أي العَمارة، فهو ما دلّ على المجتمع العشائري الذي يسود فيها، أما عندما يُحرّك حرف العين بالكسر أي العِمارة، فهو يدلّ على الأبنية الجديدة التي قامت عندما تمّ إنشاء المدينة الحديثة فيها في عام 1860م في عهد الحُكم العثماني لبلاد الشام.
الحياة العامة في مدينة العمارة
إنّ الثقافة السائدة في مجتمع مدينة العمارة هي الثقافة العربية، والتي تأثّرت فيها كافة الشعوب التي عاشت في العمارة، وخصوصاً الصابئة، واليهود الّذين ظلوا فيها لفترة زمنية طويلة، وحالياً أغلب سكانها من الشيعة، مع وجود القليل من المسلمين السُنة، ويشترك كافّة سكانها في النسيج المجتمعي الواحد من عادات، وتقاليد، وغيرها.
تُعدّ نسبة سكان مدينة العمارة أكثر من سكان ريفها؛ إذ تنتشر فيها المهن، والأعمال الصناعية، والحرفية، ومن ثم العمل الريفي في الزراعة، ورعي الأغنام، وللعمارة مجلس محافظة منتخب، وتم تشكيله بعد الاحتلال الأمريكية للعراق في عام 2003م، فعانت مدينة العمارة الكثير من الأزمات منذ أيام حرب الخليج الأولى أو ما تعرف باسم (الحرب العراقية الإيرانية)، فكانت ساحةً من ساحات الحرب المشتركة بين الطرفين، ولكن تمكّن ساكنها من إعادة إعمارها مجدداً، والتحسين من أوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية.
أماكن أثرية في مدينة العمارة
توجد العديد من الأماكن الأثريّة المميزة في مدينة العمارة، والتي تشير إلى طبيعة النمو الحضاري، والتاريخي فيها، ومن هذه الأماكن:
- القادرية: هي منطقة أثرية بنيت في عام 1860م تقريباً، وتحتوي على منارة أثريّة ذات بناء معماري مميز، وسكنها اليهود قديماً.
- السراي: هي منطقة أثريّة اكتسبت اسمها من السراي الحكومي أيام الحُكم العثماني للعراق، وتتميز بأنها قريبة من نهر دجلة.
- الصابونجية: هي منطقة أثرية حصلت على اسمها؛ بسبب وجود مصنع لصناعة الصابون فيها.