سبحانك اللهم وبك نستعين وارحمنا برحمتك أجمعين إلى يوم الدين وبعد
لنبدأ أولا الحديث عن يوم الجمعة والموضوع الذي نحن بصدده وعلاقته بهذا اليوم العظيم عند الله :
إن يوم الجمعة كتعرف ما هو متواتر ومعروف عن الرسول العربي الأمي الأمين هو أنه مكروه صيامه وذلك إذا ما اختصصته أو إذا ما أفردته بالصيام منفصلا عن أحداث وظروف خاصة مرتبطة فيه أخرى ، و ذلك لقول الرسول الأمين خاتم المرسلين الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله و سلم : " لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ، و لا ليلتها بقيام " .
ولكن إذا ما صام الإنسان في يوم الجمعة من أجل أنه صادف صوماً كان يعتاده فإنه بناءا عليه لا حرج عليه في ذلك ، و كذلك إذا ما صام يوماً قبله أو يوماً بعده فلا حرج عليه في ذلك كذلك ، و لا كراهه إن شاء الله .
المثال الأول :
إذا ما كان من عادة الإنسان أنه يصوم في يومً ويفطر في يومً وصادف يوم صومه يوم الجمعة فلا بأس ، و أيضا لو كان من عادته أن يصوم في يوم عرفة فصادف يوم عرفة يوم الجمعة فإنه لهذا لا يكون حرج عليه أن يصوم يوم الجمعة ويقتصر عليه ؛ لأنه بذلك إنما أفرد هذا اليوم لا من أجل أنه يوم الجمعة ، و إنما من أجل أنه يوم عرفة ، و أيضا لو صادف هذا اليوم يوم عاشوراء و اقتصر عليه ، فإنه كذلك لا حرج عليه في ذلك ، وإن كان من الاحسن وأفضل في يوم عاشوراء أن يصوم يوماً قبله والله أعلم ، أو يوماً بعده .
المثال الثاني :
كأن يصوم مع الجمعة يوم الخميس مثلا ، أو يوم السبت ، أما من صام يوم الجمعة وليس من أجل سبب خارج عن كونه يوم جمعة فنقول له : إن كنت تريد أن تصوم يوم السبت فاستمر في صيامك ، و إن كنت نفسك لا تريد أن تصوم السبت و لم تصم أنت نفسك يوم الخميس فأفطر كما أمر النبي بذلك ، والله أعلم .
نكون بذلك قد حاولنا الإجابة عن هذا السؤال بما أنعم الله علينا من لدنه من معرفة لها أدلة من السنة المطهرة وقول السلف الصالح بإذن الله .