البلاغة
تحتضن اللغة العربية عدداً من أنواع العلوم المرتبطة بها مباشرةً، وتعتبر البلاغة من هذه العلوم، ويهدف هذا النوع من علوم اللغة العربية إلى التأكد من وصول المعنى السليم للمستمع لأية معلومة بكل إيجاز، ويقسم علم البلاغة إلى عدة فروع من أهمها علم البيان، وعلم المعاني، وعلم البديع.
علم البديع
يُعنى علم البديع بصياغة الكلام، كما يركز على تحسين جميع أنواع الكلام بشقيّه اللفظي والمعنوي، ويعود الفضل بنشأة هذا العلم للخليفة العباسي المعتز بالله، وكانت بداياته ضمن كتاب البديع، وحظي هذا العلم فيما بعد باهتمام قدامة بن جعفر، والذي قام بتحديث المحسنات الأخرى وتطويرها ضمن كتابه الذي ألفّه باسم نقد الشعر.
بدأت التأليفات تنهال في هذا المجال، واتسعت رقعة المنافسة بين الأدباء في اكتشاف واستحداث المحسنات البديعية، وتنظيم القصائد الخاصة به، فبلغ عدد هذه القصائد المنظومة ما يقارب مائة وستين نوعاً.
أنواع المحسنات البديعية
تصنّف البلاغة وفقاً لعلماء البلاغة إلى نوعين، وهي المحسنات المعنوية واللفظية.
المحسّنات المعنوية
يعتمد هذا النوع من المحسنات على المعنى، لذلك يركز على تحسين لفظ الجملة، وتصنّف المحسنات المعنوية إلى عدة أنواع:
- الطباق: ويعرف أيضاً بالمطابقة، ويعني هذا النوع بأن يتم التوفيق والتجميع بين شيئين سواء كانا متوافقين أو متضادين، ويصنّف هذا النوع إلى نوعين:
- الطباق الإيجابي.
- الطباق السلبي.
- المقابلة.
- التورية: وهو التشابه بين معاني جملتين أو كلمتين، ويكون معنى أحدهما الأول وروداً إلى الذهن والأقرب له، ولكنه يكون غير المقصود بهذا السياق، ويهدف هذا النوع لاستثارة الذهن.
- حسن التعليل: يستخدم لوصف السبب المباشر وراء وقوع علة ما بالاعتماد على الاعتبار اللطيف ويكون غير حقيقي، ويصنف إلى ثابتة أو غير ثابتة وممكنة وغير ممكنة.
- المشاكلة: وهو استذكار لفظ ما للفظ آخر، وذلك لمرافقتهما معاً في الحدوث، أو التزامن.
- التوجيه أو الإيهام، ويشير إلى احتواء الجملة على معنين مختلفين تماماً، كذكر الهجاء والمديح في قصيدة شعرية مثلاً، حتى يوصل الشاعر ما يريده للقارئ دون أن يكون الإيحاء صريحاً.
- المبالغة.
- التبليغ.
- الإغراق.
- الغلو.
المحسنات اللفظية
يركز هذا الصنف على اللفظ، ويعتمد على تحسين أصالة اللفظ، وتصنف المحسنات اللفظية إلى:
- الجناس: وهو المحسن اللفظي الذي يعتمد على الإشارة إلى كلمتين متشابهتين بالمعنى، لكن الاختلاف بينهما يكمن في المعنى، ويستخدم الأدباء العرب هذا النوع بشكل كبير في مجالات الشعر العربي، ويعّد الإكثار من استخدامه أمراً مستهجناً أدبياً، وصنف إلى عدة أنواع:
- الجناس اللفظي.
- الجناس المعنوي.
- السجع: ويطلق عليه أيضاً الترصيع، ويشير إلى إيجاد التوافق بين الحروف الأخيرة في أكثر من كلمة موقعها في نهاية جملة ما قبل الفاصلة مباشرة، ويستخدم بالنثر فقط.
- رد العجز على الصدر.