جدول المحتويات
فنّ الصمت
الصمت فنّ من فنون التعامل مع الآخرين، ليتمكّن الإنسان من العيش بسلام والبعد عن الكثير من النقاشات والمشكلات التي قد تواجه الإنسان في حياته، فالذي يسعى إلى راحته وسعادته يجب عليه تعلم هذا الفنّ، خاصة في الوقت الذي نعيش؛ لأنّ الكثيرين يفتقدون لطريقة التعامل مع فن الصمت في حياتهم، ممّا يؤدّي إلى تعرضهم لكثير من المتاعب والعقبات، التي تنغّص عليهم حياته وتقلبها إلى جحيم.
الصمت
فالصمت قدرة الشخص على أن يتحكم في أفكاره، سواء كانت أفكار إيجابية أم سلبية، والذي يظن أن تعلم الصمت من الأمور السهلة والتي تحصل بين ليلة وضحاها، فهو مخطئ لأنّ تعلم الأسس والقواعد التي يقوم عليها فن الصمت، تحتاج إلى بذل الجهد والوقت الكافي لتحقيق ذلك.
تعلّم فنّ الصمت
هناك مجموعة من الطرق وخطوات التي يجب أن يتبعها الإنسان في حياته، لكي يتعلم فن الصمت مع الآخرين:
- إرادة الإنسان وعزيمته على ترك الحديث، والتزام الصمت في كثير من المواقف التي يتعرّض لها في حياته.
- التقرّب إلى الله تعالى والتزام الطاعات كالصلاة وقراءة القرآن الكريم، والخوض في جميع القضايا التي تتعلق بحياة الإنسان؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى التعامل مع الآخرين بمخافة الله تعالى؛ لأنّه يصبح أكثر إدراكاً بأهمية وفائدة وفائدة ضبط النفس والتحكّم في الغضب وتقصير اللسان، والأجر والثواب الذي يعود على الإنسان في الدنيا والآخرة.
- الابتعاد عن الأشخاص الذي يتحدثون بكثرة، وحديثهم يؤدّي إلى إلحاق الضرر بالآخرين، والاختلاط مع الأشخاص الذين يتّصفون بقلّة كلامهم وقصرت لسانهم؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى تقليدهم في ذلك واكتساب الصفات الحميدة منهم.
- تدريب النفس على قلة الكلام والصمت؛ لأنّ تعلم فن الصمت يحتاج إلى وقت، لذلك يجب تكثيف الجهود في التمرين والتدريب على ذلك.
- تمتّع الشخص بثقة عالية في نفس، يجعل منه إنسان يتحلى بالصمت؛ لأنّ ثقته بنفسه تدفعه إلى تمالك أعصابه عند الغضب، وعدم مجاراة من يحاول استفزازه أو إثارة غضبه.
- الإقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه كان قصير اللسان ولا يتحدّث إلّا للضرورة والفائدة، ولا يؤذي أحد بكلامه، فهو خير من يقتدى به، والتعاليم الإسلامية التي حثت على قلة الحديث والتزام الصمت في الحالات التي يشعر الإنسان، بأنّه قد يؤذي ونفسه وغيره من هذا الكلام.
- الاعتياد على كتم الأسرار في داخل الإنسان، وتجنب البوح بها للآخرين؛ لأنّ ذلك يعلّم الإنسان قلّة الحديث والصمت.
- الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، بأن يساعده في التحلي بصفة الصمت وقلة الكلام، وملازمة اللسان للذكر في جميع الأوقات؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى اعتياد لسانه على ذكر الله تعالى وتقصير الكلام والصمت.
- عند الشعور بالغضب يجب التزام الصمت والاكتفاء بتوزيع نظرات صارمة، تؤدّي إلى إغاظة الآخرين من هذا الصمت.
- يجب معرفة أن الصمت هو أقوى سلاح يمكن أن يستخدمه الإنسان، عندما يتعرض لحالات ومواقف من الغضب والاستفزاز، لذلك يجب أن يتحلى به.