الرياح مظهر من مظاهر الطبيعة على الأرض، ولها العديد من الفوائد التي خدمت وتخدم الإنسان وتسهل عليه حياته، وتدفع عجلة التطور إلى الأمام، إلأ أنها في الوقت ذاته كارثة تصيب أهل الأرض إذا ما أراد الله ذلك، فقط سلط الله الرياح والأعاصير على سكان الأرض القدماء والجدد ليعاقبهم على ما يقتروفوه من جرائم، ومعصيات، ويجب أن يدعو الإنسان ربه ليخلصه من هذا العذاب ويخلص غيره من أهل الأرض بشر ومخلوقات أخرى، وعلى الإنسان أن يدعوا ربه في السراء والضراء، وليس فقط عند حدوث الكارثة، وأن يدعوا الله بأن يجلب الخير والمطر ويبعد سخطه عن مخلوقاته ويرحمهم من عذابه في الدنيا والأخرى، وهناك أدعية للمطر، والرعد، والريح، وكل الكوارث التي قد تصيب البشر.
دعاء الريح
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الريح من روح الله تعالى ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله من خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها".
شرحه
- "الريح من رَوح الله" : تعني من رحمة الله تعالى لعباده.
- " تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب": تعني أن الرياح تكون رحمة إذا أتت بمطر في الجدب، أو هبت في وقت حر. و تكون عذاباً عندما تدمّر البيوت والأبنية، وتنشر الغبار، وتكسر الأشجار، وتفرق السحاب المُحمّل بالمطر.
- فلا تسبّوها: نهى الله سبحانه وتعالى عن سب الريح ؛ لأنها آية من آيات الله تعالى كما قال سبحانه و تعالى في سورة الروم في الآية 46 : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات". ولكن أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله تعالى خيرها، ونعوذ بالله تعالى من شرها.
- "اللهم إني اسألك خيرها، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به."
شرحه
المقصود بالثلاث خيرات؛
- الخير الأول : خير نفس الريح : مثل الاستمتاع ببرودتها بالجو الحار وذهابها بالروائح الكريهة.
- الخير الثاني :خير ما فيها : مثل نزول المطر النافع.
- الخير الثالث: خير ما أرسلت به مثل السحاب التي تأتي بالمطر النافع الذي يعود بالخير وعكسه المطر الضار والذي يعود بالشر.
دعاء الرعـد
- كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال " سبحان الله الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته"
- عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله عز وجل فإنه لا يصيب ذاكرا" .
- عن عبيد الله بن أبي جعفر أن قوما سمعوا الرعد فكبروا ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا سمعتم الرعد فسبحوا ، ولا تُكبروا".
الأمور الواجب اتباعها عند هبوب الرياح الشديدة
- الشعور بالخوف من اقتراب عقاب الله على الأمة.
- الدعاء بدعاء الرسول - صلى الله عليه و سلم - .
- التصدق والإحسان إلى الفقراء والمساكين لأن الله يُبعد العذاب عن المحسنين ويجازيهم بالإحسان إحساناً.
- التوبة والإكثار من الإستغفار والذكر لدفع الضرر. قال تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
دعاء للاستغفار
اللهم إنا نستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك..والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك...اللهم انا مستغيثون نستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك..فأغثنا يارحمن لا اله الا أنت سبحانك وبحمدك ظلمنا أنفسنا فارحمنا انك أرحم الراحمين..اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرم ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم..اللهم انا نستغفرك لكل ذنب يدعو الى غضبك أو يدني الى سخطك..أو يميل بنا الى مانهيتنا عنه أو يبعدنا عما دعوتنا اليه..اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا انك تغفر الذنوب لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم.ياغفار اغفر لنا ويا تواب تب علينا واعفو اعف عنا.اللهم انا نستغفرك من كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات..ويحل النقمات ويغضبك يارب الأرض والسماوات.
تنبيه هام
لا يجوز للمسلم أبداً سب و ذم الريح لأن في ذلك اعتراض وإساءة لأفعال الله ، فالريح خلق من مخلوقات الله لا يُنسب لها فعل ولا تملك شيئا بل هي مُسخرة من الله سبحانه و تعالى يصرفهالمن و حيث شاء ويمنعها عمن يشاء. نهى الشرع عن ذلك لأن من يسبها ويذمها يرجع ذمه وسبه لله ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به".
من حكم الله سبحانه و تعالى أن الله قد يخلق شيئا فيه أذى وضررعلى المخلوق ولكن فيه نفع وخير لمخلوق آخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والشر ليس إليك".
و من ناحية أخرى لا حرج على المؤمن أن يذكر سوء المناخ وشدة الرياح ، على سبيل الإخبار لا الاعتراض والذم كما ورد ذلك في القرآن. فيجب على المسلم أن لا يضجرمن كثرة الغبارو نزول الرياح بل عليه أنيصبر على هذا البلاء ويسلم الأمر لله الذي بيده مقاليد السماوات والأرض.