كان يا مكان، في جديد الزمان، ابوكِ الفارس الفنان، يمتطي حصانه في البستان، وتراه الصبايا الحِسان، ويسرق منهن العقل والقلب والوجدان، والمصاري لو كانت وحدة حاملة شنتتها وهي على النبعة. ما علينا، وإذ بي أسمع صوتاً من بعيد، يستغيث ولا من مُجيب، فانطلقت نحوه مسرعاً وحصاني يلهث من شدة الجري، وإذا بها فتاة في ريعان شبابها تغرق في البحر الميت، فنزلت عن فرسي الدهماء...
- بابا بابا، شو يعني دهماء؟
- مش وقتك. ولبست ملابس السباحة ونزلت لأنقذها من الوحش. وإذ به سمكة سلمون بطول 10 متر وعرض 6 متر، يعني يا بابا 60 متر مربع، يعني أكبر من بيت جِدِّك أبو امك، وأخذت معي لوح التزلج ورجعت إليه متزلجاً على الأمواج العاتية، وفجأة ضرب لوح التزلج بطرف ذيله فسقطت في الماء وتبلَّلت ملابسي الفاخرة، فغضبت منه جداً، وضربته خماسي حولته فهربت السمكة.
ولكن هذا لم يشفِ غليلي، فلحقت بها، هي تسبح وأنا أسبح، هي تسبح وأنا أسبح، هي تسبح وأنا أسبح، حتى استطعت أن أمسكها قبالة شواطيئ لوس أنجيلوس، فأمسكت بها من خُنَّاقِها؛ وجذبتها حتى أصبحت عيني أمام عينيها الشريرتين وقلت لها غاضباً (إنتِ قدْ هاي الحركة؟) فأجابتني متحدية (لو مش قدها ما عملتها). فاستشطتُ غضباً - وما تسأليتي شو معنى استشطت لأني هيك قريتها بترجمة الفلم الأجنبي إمبارح - وأمسكتُ برأسها ووضعته تحت الماء فترة طويلاً وهي ترفرف بأجنحتها وتضربني بزعانفها؛ حتى ماتت غرقاً. وحتى لا أعود مبلولاً إلى البيت؛ قمت بشراء ملابس جيدة من السيتي مول قبل أن تفتح المحلات حتى لا يراني الناس وأنا على هذه الحالة. وعدتُ إلى البيت لأرى أمك مش طابخة، فحطيت راسي ونِمِت، قلت بكفِّي مشاكل وعيوب اليوم، بكرا بورجيها شغلها، والصباح رباح.
)