قامت البشرية منذ بدايتها على تطوير الوسائل والأدوات لإكمال المسيرة فيها، فقد حبى الله الإنسان بأدوات ناقصة تختلف عن الحيوان حيث لا يمتلك مخالب للصيد ولا أنياب للتقطيع ولا معدة جاهزة لتصنيف المفيد من الضار، ولكنه حباه عقلاً يستطيع ابتكار ما يحتاج من كل هذه الأدوات من حوله من الطبيعة فقد بدأ الإنسان بصناعة أدوات الصيد من الحجر والحديد وما توافر لديه وقام أيضاً باكتشاف النار وطهي الطعام وما إلى ذلك .
والناظر إلى التاريخ بشكله العام يلاحظ أن البشرية تطورت مخترعاتها وإمكانياتها بناء على تطور حاجاتها، حيث يمكننا القول بأن البشرية عندما احتاجات لأدوات الصيد قامت باختراعها وعندما احتاجت للتقطيع اخترعت السكاكين، وعندما احتاجت المساعدة في الهضم اخترعت الطهي.
وبإمكاننا قياس ذلك على عصرنا الحديث، فمن الملاحظ بأن اختراع الحاسوب كان بسبب زيادة عدد المعلومات وبداية الثورة الصناعية التي تحتاج إلى سرعة في الإنتاج وكفاءة عالية فتم اختراعه، وكذلك الانترنت بسبب الحاجة إلى التواصل، ومن ثم أنظمة التشغيل للتعامل مع الحاسوب وتسهيل مهمة المستخدم في التفاعل معه، وإلى ذلك من المخترعات .
وهذه المقدمة تعرف على ما هى إلا لكي يضع القارئ يديه على أول أصول اختراع المخترعات إن كان يحب أن يكون منهم وهو الالبحث عن حاجاته الخاصة وحاجات الناس من حوله، أي بمعنى أن يصنع شيئاً نافعاً للناس من حوله وأن يفكر بهذا الأمر كحجر أساس، بعد ذلك إن تمكن من وضع يديه على الحاجة وبناء الأساسيات التي تحتاجها في الطريق للوصول إلى هذا الإختراع الذي يلبي الحاجة المطلوبة، يجب عليه أن يبدأ الالبحث عن العلم الذي يحتاجه لتوفير ذلك الإختراع ويتم بتحديد انواع العلوم التي بحثت عن الحاجة وتسخيرها والإستفادة منها وسؤال أصحاب الحاجة وأصحاب الإختصاص في كل جزء من أجزاء الفكرة الكبيرة، فإذا انتهت هذه الخطوة وهي خطوة مهمة وتحتاج إلى الصبر والعقل المتفتح للبحث في أواصر المعلومات والحصول عليها، تأتي الحاجة لخطوة شديدة الأهمية وفائدة وهي الوصول إلى قاعدة البيانات الخاصة بالفكرة داخل العقل بحيث ترتب بطريقة منطقية ويتم حشد كل الإمكانيات المادية التي تحتاجها الفكرة لكي تصل إلى اختراع مفيد يعمل على تطوير واشباع حاجة البشرية، وعند القيام بعملية ترتيب قاعد البيانات يجب البدء بتحديد العوامل التي يجب الاستفادة منها من المعلومات التي تم جمعها سابقاً بحيث يتم الإستغناء عن المعلومات التي لا تقع داخل إطار الفكرة والإكتفاء بالمعلومات التي تحتاجها الفكرة للوصول إلى حالة مناسبة من الاكتمال تسمح بإنطلاقها وانتشارها في العالم ولتكون بين أيدي البشرية مشبعة لحاجتهم لها والغرض من ابتكارها.
فعلياً كل فكرة تنجح إن أصر أصحابها على إنجاحها ولكن يجب أن تكون موجودة لتغطية حاجة يريدها الناس وأن يتعلم صاحبها الكثير عنها ثم ينطلق بإصرار وصبر منقطع النظير للوصول إلى الهدف الأسمى ونجاحها.
