ربما الكثيرون يلتبس عليهم الأمر ما بين أبو بكر الرازي وما بين أبو حاتم الرازي وأنا كنت أحدهم ، فالأول الرياضي والطبيب الشهير ،والذي قل ما يسمع عن اسمه أحد ولا يعرفه ، طريقة كيف وهو المخترع والمبتكر الذي أضاف وجاء بالجديد ، أما الثاني فها هي سيرته نعرضها عليكم .
أبو حاتم الرازي
الإمام والحافظ و الناقد و شيخ المحدثين الحنظلي الغطفاني ، وهو من تميم بن حنظلة بن يربوع ، وقيل أيضا : عرف بالحنظلي لأنه يسكن في درب حنظلة في مدينة الري . وقد كان من بحور العلم . وقد طاف وطوف البلاد ، وبرع كذلك في المتن والإسناد ، وأيضا جمع وصنف ، وكذلك جرح وعدل ، وصحح وعلل.
إن مولده كان سنة خمس وتسعين ومائة وأول كتابه في الحديث كان في سنة تسع ومائتين ، وهو كان من نظراء البخاري ، ومن طبقته ، ولكنه عمر من بعده أزيد من عشرين عاما .
تلاميذه
روى عنه : عبيد الله بن موسى ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، والأصمعي ، وقبيصة ، وأبا نعيم ، وعفان ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وأبا مسهر الغساني ، وأبا اليمان ، وسعيد بن أبي مريم ، وزهير بن عباد ، ويحيى بن بكير ، وأبا الوليد ، وآدم بن أبي إياس ، وثابت بن محمد الزاهد ، وأبا زيد الأنصاري النحوي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن صالح الكاتب ، وأبا الجماهر محمد بن عثمان ، وهوذة بن خليفة ، ويحيى الوحاظي ، وأبا توبة الحلبي ، وأبي حفص الفلاس ، والربيع المرادي ، وابن وارة ، ومحمد بن عوف . وإنه ليتعذر استقصاء سائر مشايخه . فقد قال الخليلي : قال لي أبو حاتم اللبان الحافظ : قد جمعت من روى عنه أبو حاتم الرازي ، فبلغوا قريبا من ثلاثة آلاف .
حدث عنه من الأئمة
ولده الحافظ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ويونس بن عبد الأعلى ، والربيع بن سليمان المؤذن شيخاه ، وأبو زرعة الرازي رفيقه وقرابته ، وأبو زرعة الدمشقي ، وإبراهيم الحربي ، وأحمد الرمادي ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو عبد الله البخاري - فيما قيل- وأبو داود ، وأبو عبد الرحمن النسائي في "سننهما" ، وابن صاعد ، وأبو عوانة الإسفراييني ، وحاجب بن أركين ، ومحمد بن إبراهيم الكناني ، وزكريا بن أحمد البلخي ، والقاضي المحاملي ، ومحمد بن مخلد العطار ، وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان ، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم ، وسليمان بن يزيد الفامي والقاسم بن صفوان ، وأبو بشر الدولابي ، وأبو حامد بن حسنويه ، وخلق كثير .
وأيضا قد تحدث عنه في رحلاته الكثيرون ، أثناء ارتحاله بابنه ، حيث التقى به أصحاب ابن عيينة ووكيع قال الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي : حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا داود الجعفري ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : خير نساء العالمين مريم ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة ثم قال ابن عدي : وحدثنا أبو حاتم قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ : حدثنا القاسم بن أبي صالح ، وسليمان بن يزيد ، قالا : حدثنا أبو حاتم ، قال : حدثني أبو زرعة عن أبي الجماهر ، أخبرنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : رفع القلم عن ثلاثة .
مآثره
- قال أبو حاتم : كان عندي هذا في قرطاس فضاع . رواه الحافظ أبو بكر الخطيب ، حدثنا علي بن طلحة ، حدثنا صالح قال عبد لرحمن بن أبي حاتم : سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول : ما رأيت أحفظ من والدك . وكان قد لقي أبا بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، وابن معين ، ويحيى الحماني .
- قال الخطيب : كان أبو حاتم أحد الأئمة الحفاظ الأثبات . . وكان أول سماعه سنة تسع ومائتين .
- قال ابن عدي : سمعت القاسم بن صفوان ، سمعت أبا حاتم يقول : أورع من رأيت أربعة : آدم وأحمد بن حنبل ، وثابت بن محمد الزاهد ، وأبو زرعة الرازي . قال القاسم : فذكرته لعثمان بن خرزاذ . فقال : أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة : محمد بن المنهال الضرير ، وإبراهيم بن عرعرة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم .
- وقال محمد بن الحسين بن مكرم : سمعت حجاج بن الشاعر ، وذكرت له أبا زرعة ، وابن وارة ، وأبا جعفر الدارمي ، فقال : ما بالمشرق أنبل منهم .