يعتبر التراث واحداً من أهم الركائز التي يعتمد عليها شعب ما في التعبير عن نفسه، فالإنسان بتاريخه العريق وماضيه المشرف، ترك العديد من الأمور خلفه هذه الأمور شملت كافة المناحي التي كان قد احتك بها وهي تنقسم إلى العديد من الأقسام المختلفة فمن التراث تنبثق العادات ومن التراث تنبثق القيم ومنه أيضاً ورثنا كل الأمور المادية التي كان السابقون يتعاملون معها، من هنا فالتراث يعني كل ما ورثه شعب معين من الشعوب ممن سبقوه من الآباء والأجداد وهو يشمل على العديد من الأمور والتي من أبرزها العادات والتقاليد والفنون والآداب، فهذا التراث بمعناه الشامل، وهناك العديد من تقسيمات التراث منها التراث الشعبي والتراث الأدبي والتراث الإنساني.
تستخدم الشعوب تراثها عادة في عملية إعادة تشكيل كافة تاريخها الذي تعاقب على أرضها، فالتراث هو ما يشكل الهوية الوطنية لشعب معين من الشعوب، حيث إنه يربط الماضي بالحاضر، فمن أهمل تراثه لا بد وأنه قد أهمل جزءاً من كينونته، فكل الأمم والحضارات المتقدمة لا تستطيع أن تنسى تراثها فتراثها قد أصبح جزءاً منها إذ إنه لا يمكن الاستغناء عنه نهائياً، لأنه الرابط الذي يربط بين أبناء الشعب الواحد، أما إن نظرنا إلى التراث من زاوية أعمق، فإننا سنرى أن الحضارات بنيت على التراث، فالتراث هو الذي شكلها وأعاد صياغتها وأطلقها مرة أخرى في الشكل الذي عرفت فيه، فالحضارة إن لم تكن مبنية على أساس تراثي أصبحت عالة على الثقافات الأخرى، حيث إنها قطعاً ستستمد من تراث الآخرين كل ما يلزمها حتى تستطيع أن تجعل لنفسها كينونة وشخصية خاصة بها، ولكن ماذا عن تفردها بين باقي الحضارات ؟
إن حماية التراث يجب أن تنطلق بشكل أساسي ورئيسي من المنطلقات السابقة ومن الوعي التام بأهمية وفائدة الحفاظ على التراث وتداوله باستمرار فهو الذي يشكل الهوية الوطنية لأي شعب من الشعوب، فالاحسن وأفضل أن يكون لكل شعب تراثه لأن ذلك سيكون احسن وأفضل قطعاً من سلب الآخرين تراثهم، حماية التراث أيضاً تكون بإعادة إحيائه كلما سنحت الفرصة وتذكير الأجيال الجديدة فيه، فالتراث ينقرض عندما يوضع في الكتب فقط، فلا بأس من المعاصرة ولكن لا بد من التمسك بالماضي، فالشعوب المتحضرة اليوم لم تهمل ماضيها بل بقيت متمسكة به لأنه كما قلنا هو المشكل الأساسي والرئيسي لثقافة شعب من الشعوب، ومن هنا فإنه يتوجب على الحكومات أن تذكر الشعوب بتراثها باستمرار.