جبران خليل جبران
فنّان عربي، وهو من أصل لبناني، ولد في السّادس من كانون الثاني، لعام ألفٍ وثمانمئة وثلاثة وثمانين، وهاجر إلى أمريكا وهو صغير السّن، وقد كتب الشعر، والنثر، كما أنّه كان رسّاماً، وتوفي في العاشر من نيسان، لعام ألف وتسعمئة وواحد وثلاثين، بعد معاناته من مرض السّل وتليّف الكبد، وانتشرت شهرته في العالمين العربي والغربي، حيث إنّه كتب كتاباً أطلق عليه اسم النبيّ، وقد كان من أكثر الكتب مبيعاً آنذاك، وعرف جبران بأنانيّته، وحبّه للشهرة والمفاخرة، كما أنّه كان سريع البديهة، وواسع الثقافة.
نشأة جبران
ولد جبران في أسرة فقيرة، بسبب لا مبالاة والده، وكثرة شربه للخمر، ولعبه القمار، ولذلك فإنّ جبران لم يستطع الالتحاق بالمدرسة، ولكنّ كاهن القريّة كان يأتي لمنزله ويدرّسه، فتعلّم منه الإنجيل، واللغة العربيّة، والسريانيّة، وقد اعتقل والده بتهمة اختلاس، وتم مصادرة جميع أملاكه، فقرّرت أمّه الهجرة مع أخيها إلى فرنسا، وأخذت معها جبران وإخوته.
بدأ جبران بالذهب إلى المدرسة في أيلول لعام ألف وثمانمئة وخمسة وتسعين، وتعلّم الإنجليزيّة في فصل خاصّ للمهاجرين، كما أنّ معلمة الفنون في المدرسة شجّعته على الالتحاق بمدرسة للرسم، فالتحق بإحدى المدارس القريبة من منزله، وفي عام ألفٍ وثمانمئة وتسعين عاد إلى بيروت مع عائلته، بعد أسبوعين من وفاة أحد أخواته بالسل، وأكمل دراسته الإعداديّة، ولكنّ أخاه توفي بنفس المرض، ثم توفيّت أمه بسبب السرطان، وبقيت أخته ماريانا التي عملت في الخياطة، ولم يولي لها جبران اهتماماً عند وفاة أمهم، بل عاش حياته كما أنّ شيئاً لم يحدث.
إنجازات جبران الأدبيّة
أسّس جبران الرابطة الإقليميّة مع مجموعة من الأدباء، وكان هدفهم هو تجديد الأدب العربي، وامتاز أسلوب جبران بالقوّة والانقلاب على العقائد الدينيّة، وحب الاستمتاع بالحياة، وخير الأمثلة التي توضح هذين الاتجاهيّن قصيدة المواكب، ومنها:
أعطني الناي و غنِّ وانسَ دآء و دواء
إنما الناس سطورٌ كتبت لكن بماء
عبّر جبران عن كرهه للدولة العثمانيّة وتيبسها، ولكنه يحترم الإسلام والمسلمين، بل ويتمنى عودة عزّ الإسلام، كما أنه يعتّز بموطنه لبنان، وبكونه شرقيّاً، ووضح ذلك في مقالة سمّهاها إلى المسلمين من شاعر مسيحي، ومن أشهر مؤلفاته الأجنحة المتكسرة، والأرواح المتمردة، وياسوع ابن الإنسان، كما أنّ له أقوالاً مأثورة في النصائح عن الزواج، والشك، والتمرّد، وقد أوصى بأن يكتب على قبره جملة (أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك، فاغمض عينيك والتفت، تراني أمامك).
