الإخلاص
الإخلاص لله عز وجل، هو توجيهُ وتصفيةُ القصدِ من أي عملٍ كان، قولا كان أم فعلا، لله عز وجل وحده، لا يَنوي به أحداً غيره، وهو شرط قبولِ كل عمل، وهو الفصلُ ما بين العمل لله وإشراك غير الله فيه، فبه تصفو السريرة، ويسلم للقلب مراده، ونقيضه شرك السرائر، والشرك الخفي، وهي فتنةٌ أشد على المسلم من فتنة الدجال، كما بين الحبيب المصطفى عليه السلام .
أهمية وفائدة الإخلاص
اعلم أخي في الله، أن للقلب أمراضا تصيبه لابد من تطهيرها، حتى تنال مرادك من الله، فتنجو من عقابه وتفوز بثوابه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ولن يكون لك ذلك إلا بتطهير قلبك من رذائله الطويلة، وان تسلك سبل العلاج و دواء التي وصفها الشرع، فأقتضى التحذير من خبائث للقلب، أصابت من المُتَفَقِةِ والعباد الكثير، لِتأخذَ منها حِذْرَك، فهي جُندُ الشرِ التي تغزو القلب الذي به صلاح العمل، وهي الرياء والعجب التي تنقض أركان الإخلاص بالقلب .
آفات الإخلاص
الرياء
وهو الشرك الخفي، وهو الشرك الأصغر، وهو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الهَشيم، فهو طلب الجاه والمنزلةِ بدين الله، فَيقصُدُ المرائي بصلاته السمعة والشهرة، والإشارة بالبنان، كالذي يُحسنُ صلاتهُ أمام الناس ويخشع فيها، ويطيلها قصد الإشارة إلى تقواه، وعبادته، وافتخاره بها لينال من السمعة، فقد أخذ بذلك أجره من الناس، وليس له يوم الحساب من شي، فإن أول ما تسعر بهم النار، العالم أراد بعلمه بأن يقال عنه عالم، والقارئ الذي قرأ القرآن ليقال عنه قارئ، والشهيد الذي قاتل ليقال عنه شجاع .
فاعلمْ أنَّ الرياءَ هو داءُ العُبَادِ، وفيه هلاكهم، فاحذر على أن تكون علانيتكُ مثل سريرتُك، وصلاتك في السر كصلاتك أمام الناس، وذكرك لله في السر كذكرك لله أمام الناس، ولا تُسَمِعَ بعبادتك، ولا تجهر بالأعمال التي بينك وبين الله أمام الناس، فديوان العمل بالسر أعلى وأسلمُ من ديوان العمل بالسر، فاحذر الشيطان، فإن المؤمن يعمل العمل في السر، فتبقى به نَفْسُهُ والشيطان حتى يخرجانه إلى ديوان العلن .
العُجْبُ والكِبْرُ والفَخْرُ
وهو نظر العبد إلى نفسه بعزة واستعظام، والى غيره بالاحتقار والذل، فترى النرجسية فيه ظاهرة، وعلامتها بارزة، فما تسمع إلا الأنا على لسانه، والكبر يُعْمِلهُ عَمَلُهُ، فإنك إن أردت ما عند الله، تَرَفَعْتَ عن ذلك كله، وأخلصت عملك وقلبك لله وحده .