خلق الله الكائنات وجعل سر دوامها الماء، فكان الماء سر كل شيء حي، ولهذا لطالما سعى الإنسان للحصول على المياه لتلبي كافة احتياجاته الإنسانية من غسيل وشرب وسقاية للحيوان والإنسان والنبات، لذلك كان السعي عليه متشددا؛ وبسبب كثرة الإستهلاك في العالم اليوم كان من المهم على الإنسان أن يالبحث عن الانتهاء والتخلص من كمية العوادم الناتج عن الاستهلاك البشري التي تمثل نسبة 80% من نسبة المياه المستعملة تعود ملوثة، وبسبب الازدياد الكبير في عدد السكان في مدن العالم كان من المهم العمل على تحسين قدرة الإنسان على استيعاب المياه الذي يحتاجها في تلبية احتياجاته اليومية مع الانتهاء والتخلص من العوادم أيضا التي من الممكن أن تتسبب في تلويث المياه الصالحة أصلا للإستخدام.
يذكر في لندن آلاف الموتي والضحايا نتيجة التكدس السكاني وعدم القدرة على الانتهاء والتخلص من مياه الصرف الصحي بشكل سليم، ولذلك كان البحث في البداية عن الطريق لإيجاد محطات قادرة على تكرير المياه وإعادة استخدامها للحياة من جديد بسقاية النبات منها أو حقنها إلى الآبار الجوفية لتعود تكرر من جديد وتنتفع الأرض من المعادن التي فيها.
كان البحث أولا فقط عن الانتهاء والتخلص من المياه العادمة عن طريق التكرير وكانت محطات التكرير البيولوجية التي تعتمد على عدة أحواض تترتب وفقا لخصائص العادم حيث يمر بمراحل تكرير فيزيائية تعتمد على الترسيب، ثم أحواض بيولوجية تحتوى على بكتيريا خاصة تقوم على تحليل المواد الأمونية والنترات والتخلص منها لإعادة المياة إلى حالة جيدة جدا والتخلص مما نسبته 95% من التلوث الذي يوجد فيها.
وبعد نجاح الإنسان في تطوير علم المياه والبحث في ظواهر التلوث ووضع تقييمات دقيقة للمياه وحركتها على الأرض وتحديد المياه الصالحة لكل استخدام من الاستخدامات، كان من الواجب على الإنسان أيضا أن يضع البحث في طريقة لتحلية المياه التي ستستخدم للأغراض الإنسانية عن طريق محطات أخرى تعمل على تخفيض نسبة الأملاح والمعادن والتلوث في المياه إلى نسبة 150 ppm وهذه هي النسبة التي توجد على زجاجات المياه المعدنية الخارجة من محطات التحلية الخاصة، وهي النسبة الصالحة والمعادلة للاستخدام البشري حيث لا يصح أن تكون أقل منها ولا أكثر، فلو كانت أقل فهذا سيسبب الموت المفاجئ نتيجة لانتقال الأملاح من الدم إلى المياه الموجودة في المعدة لأن الأملاح تنتقل من التركيز الأعلى إلى الأقل وبالتالي خسران الطاقة المحركة للدم وتجلط يليه موت، لذلك لا ينصح أبدا باستخدام طريق الغلي والتكثيف لأنه طريقة خاصة فقط في تقطير المياه وتخليصه تماما من الأملاح وهي مياه غير صالحة للشرب، أما إن كانت أكبر فهذا تلوث يسبب في زيادة الأملاح في الجسم مما يسبب الحصوات الكلسية وفشل في الكبد والكلي والأعضاء المحتلفة.
تعتمد محطات تحلية المياه على التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الكهربية المسماة بتكتل الأملاح عن طريق وضع ألواح لشحنات كهربائية على الطرفين وتجذب تلك الشحنات أنواع المعادن إليها للتخلص منها بنسبة معينة تتفق مع نسبة الأملاح في الدم في الوضع الطبيعي 150 ppm.