محاسبة التكاليف فرع من فروع المحاسبة ، عرف هذا الفرع بشكل بدائي منذ بداية عهد الصناعة الحديثة، و نضج هذا الفرع في ثمانينيات القرن العشرين ، و إنتشر على نطاق واسع في مختلف المنشآت الصناعية على إختلاف نشاطاتها ، و مع نهاية القرن العشرين أضحى علم محاسبة التكاليف الإنتاجية من أهم فروع علم المحاسبة لعلاقته الوثيقة بالصناعة ، فعلم محاسبة التكاليف هو ذلك العلم المختص بحساب كلفة المنتجات الصناعية تمهيدا لوضع أساس لتسعيرها يضمن أرباحاً معقولة ، بالإضافة إلى إمكانية السيطرة على الكلف مستقبلاً بما يعود على الشركة الصانعة بمزيد من الأرباح.
لا تتبع محاسبة التكاليف الإنتاجية معايير محاسبية دولية بخلاف المحاسبة المالية التي تتبع معايير دولية صارمة ، و السبب في ذلك أن محاسبة التكاليف الإنتاجية إنتعرف على ما هى محاسبة داخلية لأغراض إتخاذ القرار ضمن المنشأة أما المحاسبة المالية فإن هدفها النهائي عرض البيانات المالية في تبويبات خاصة تعرف بالقوائم المالية ، و هي تعرض على العامة بكافة وسائل النشر و يتطلع عليها الجميع و يتخذون قرارات إقتصادية هامة من خارج المنشأة لذا وجب أن تخضع المحاسبة المالية إلى معايير محاسبية صارمة.
إن أهم ما في علم محاسبة التكاليف الإنتاجية هو فصل المصروف عن الكلفة ، فالكلفة و المصروف ذوا معنيين مختلفين في ذلك العلم ، ذلك بأن المصروف يعرف بأنه المورد المضحى به في سبيل تحقيق الإيراد ضمن السنة المالية، أما الكلفة فهي المبلغ المضحى به للحصول على أصل إما بهدف إستخدامه أو إعادة بيعه بربح، و هو ما يصدق على المنتجات الصناعية ، حيث أن هدف ذلك العلم هو تخصيص جميع ما أنفق على المنتج و دخل ضمن كلفته كأصل و ليس كمصروف عليه خاص بالفترة الإنتاجية، و يعتبر كل ما ينفق على المنتج حتى تمام إنتاجه كلفة مخزنة في الأصل ، و إنما تتحرر هذه الكلفة بالبيع فتتحول إلى مصروف و تسمى كلفة البضاعة المباعة و تطرح من قيمتها من قيمة الإيرات لتلك السنة فيما يعرف بهامش الربح.