جزر هاواي
يعرّف الجيولوجيون هاواي كمثال حي وعملي على ما يعرف باسم Hot Spot، وهي ببساطة بقعة ساخنة لا يُعرف سبب تواجدها في مكان ما دون غيره، لكن وجود هذه البقعة يعني أن هذه البقعة ستكون بقعة نشطة بركانياً، في هاواي توجد نقطة حارة نشطة، و هي سببُ تكوّن جزر هاواي.
لكن سيتساءل من يسمع بهذا التفسير لأول مرة من وجود عدة جزر هي جزر هاواي، أي أنه سيظن أن البقعة الساخنة أو Hawaiian Hot Spot هي مجازاً بقعة واحدة، وبالحقيقة هي عدة بقع ساخنة قرب بعضها البعض، لكن هذا غير صحيح، فهي حقيقةً بقعة واحدة لا غير وهي السبب في تكون كل جزر هاواي؛ الواحدة بعد الأخرى، والتفسير ستجده في هذا المقال بعد أن تتعرف على الجزر الهاويية.
الجزر الهاويية
الجزر الهاويية أو The Hawaiian Islands هي ثماني جزر كبيرة تحمل هذا الاسم، وتختلف عن بعضها، فبعضها مرجانية وبعضها بركانية جبلية، وتبتعد جزر هاواي عن جزيرة هاواي مسافات متفاوتة قد تصل من2400 كم إلى 1500 ميلاً باتجاه الغرب، وكانت تعرف فيما مضى بجزر ساندويتش، وهو الاسم الذي اختاره مكتشفها جيمس كوك، وتتبع هذه الجزر سياسياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عدا أبعدها، وتشكلت هذه الجزر بسبب النشاط البركاني.
اكتشف جيمس كوك الجزر الهاويية 1778م، وحتى العام 1840 ظلت تسمى بالاسم الذي اختاره؛ لكن اسم هاواي بدأ ينتشر ويطغى، ويبلغ مجموع مساحة الجزر الهاويية 16,636,5 كم مربعاً أي ما يعادل 6,423,4 ميلاً مربعاً؛ هذا باستثناء جزيرة ميدواي الأبعد، وتعتبر جزر هاواي الولاية الخمسين للولايات المتحدة الأمريكية.
تشكل جزر هاواي وعلاقتها بنظرية الصفائح
بعد اكتشاف حركة الصفائح بات العلماء يبحثون عن إثباتات لها، فهي نظرية افتراضية تتحدث عن حكرة القارات والمحيطات منذ ملايين السنين، وللوهلة الأولى تبدو خرافة أقرب إلى الخيال، لكن العلماء وجدوا الكثير من الدلائل والتي كانت منها طريقة تشكل جزر الهاواي أو الجزر الهاويية.
عندما اكتشف العلماء أن هاواي الجزيرة الأحدث عمراً والتي لا تزال حتى اليوم تجلس فوق البقعة الساخنة وينشط بركانها باستمرار، تم قياس عمر أقدم صخورها، فوُجد أنها تبلغ من العمر أقل من نصف مليون سنة، في حين أن جزيرة مدوي -والتي تبتعد عن هاواي حيث تقع في منتصف الجزر الثمانية- تبلغ من العمر سبعاً وعشرين مليون سنة، وبالنهاية تبلغ الجزيرة الأبعد عن هاواي والأقرب إلى أخدود الأيلوشي خمساً وستين مليون سنة.
أيْ كلما ابتعد الراصد لأعمار الصخور عن الجزيرة الأولى (هاواي) وجد صخوراً تتشابه بالصفات (بركانية) وتزيد بالعمر، أي أن هناك علاقة طردية بين العمر والمسافة عن هاواي، وبوجود البقعة الساخنة توصل العلماء إلى أن وجود جزر هاواي تعرف ما هو إلا إثبات جديد لنظرية الصفائح والتفسير هو كالتالي:
- البقعة الساخنة موجودة في هذا المكان منذ القدم، قبل وجود جزر هاواي.
- مع حركة الصفائح ونشاط البقعة الساخنة تشكلت أول جزر هاواي، ثم تتالت الحركة وتتالت الجزر التي تتكون نتيجةً لوجود البقة الساخنة، والتي مركزها باطن الأرض، فلم تتأثر بحركة الصفائح، بل قاومتها وأذابتها لتخترقها وتشكل جزرها الخاصة.
- حتى اليوم البقعة الساخنة تشكل جزيرة هاواي الأخيرة، كشاهدٍ على طريقة تكون الجزر السابقة.