يحتاج الإنسان في العديد من مواقف حياته إلى أن يعرف على نفسه عندما يقابل أشخاصاً جدد، أو عندما يهم بإلقاء محاضرة مثلاً أو عندما يدخل على طلابه في أول حصة مدرسية أو محاضرة جامعية بينه وبين طلابه أو مثلاً عندما يجد وظيفة جديدة ويدخل إلى مكان العمل أول مرة، والتعريف ومعنى عن النفس أمر هام جداً لأنه بداية التقرب من الشخص المقابل ولأنه يعطي فكرة إيجابية وبشكل كبير جداً عن هذا الشخص، ويجعل الشخص المقابل يرتاح عند التعامل معه فالتعامل مع الغرباء أو على الأقل التعامل مع الناس الذين لا نملك أية معلومات عنهم يدخل الريبة إلى القلب وينعكس الشك على طريقة التعامل.
إن احسن وأفضل طريقة لتعريف ومعنى شخص غريب بنا قابلناه في اى مكان كان غير أماكن العمل يكون بأن نبدأ أولاً بالتعريف ومعنى بالاسم، فالتعريف ومعنى بالاسم هام جداً ثم بعدها يبدأ الكلام. أما إن أردنا التعريف ومعنى عن نفسنا لأشخاص جدد نقابلهم لأول مرة في مكان العمل الجديد، فيكون ذلك بالتعريف ومعنى بالاسم أولاً ثم ذكر الموضع الوظيفي الذي سيشغله. في حين إذا أردنا التعريف ومعنى عن نفسنا لأشخاص تربط بيننا و بينهم علاقة عمل فيكون بأن نعرفه بالاسم و الموضع الوظيفي و اسم المؤسسة التي نعلم بها، أما إن طلب منا أن نعرف أو نتحدث عن نفسنا في مقابلة العمل الشخصية فيبدأ الأمر أولاً بذكر الاسم والتخصص، ثم نذكر نبذة عن حياتنا وتفاصيل الدراسة والخبرات وغيرها من الأمور.
الأمور المذكورة سابقاً تعطي انطباعاً أولياً عن شخصية الإنسان، ولكنه ليس انطباعاً نهائياً، إذ إن التعريف ومعنى الحقيقي بالنفس يكون مع الاختبارات المتلاحقة والتي تأتي من خلال المعاشرة والعيش المشترك، حيث يبدأ معدن الشخص بالظهور والتكشف، كما أن قوة الإنسان الحقيقية ليست في قدرته على الكلام أو في قدرته على التعامل مع الناس مع أن هذه الأمور تشكل عاملاً كبيراً من عوامل قوة الإنسان وقوة شخصيته، إلا أن الشيء الأهم و هو احترام الإنسان لأخيه الإنسان و حجم الأخلاق والصفات الحميدة التي يتمتع بها هؤلاء الأفراد مما يجعلهم أشخاصاً صالحين بدرجة كبيرة وقادرين على إبراز وإظهار احسن وأفضل ما عندهم من صفات متنوعة تجعلهم يكبرون في عيون غيرهم من الناس، فهذا الأمر أمر جدير بانتباه كل من هم مقبلون على حياة جديدة، ومقبلون على التعرف على أشخاص يرونهم لأول مرة في حياتهم ويتوقعون أن يكون هناك علاقة بينهم.