وضع الله سبحانه وتعالى حدّاً ونهايةً لهذه الحياة الدّنيا ، فالمسلم حين يعبد ربّه ويجتهد يعلم أنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها وقد صحّ في الحديث أنّه من مات فقد قامت قيامته أي حانت ساعته وختم الله على عمله فلا عمل بعد الموت ، وقد جعل الله سبحانه للسّاعة واقترابها علاماتٍ وأماراتٍ لعلّ الناّس يرجعون ويتوبون فمنها العلامات و دلائل الصّغرى كانتشار الزّنا والقتل ونقص العلم والجهل والتّسليم على الخاصة أي أن يقتصر سلام النّاس على أقاربهم ومعارفهم فقط وأن تشارك المرأة زوجها في تجارته وإنتشار الأسواق وفشوّ القلم أي الكتابة إلى غيرها من العلامات و دلائل التي ظهر كثيرٌ منها بل ربما ظهرت كلّها والله تعالى أعلم .
أمّا العلامات و دلائل الكبرى فقد صحّ الحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ أولها خروج الدّابة أو طلوع الشّمس من مغربها أيّها أسبق وفي رواياتٍ أوّل علامةٍ هي طلوع الشّمس من مغربها ، حين لا ينفع نفسٌ إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل ، فلا تنفع التّوبة بعدها ، وعلامات و دلائل السّاعة الكبرى تأتي متواليةٌ سريعةٌ ومن هذه العلامات و دلائل خروج يأجوج ومأجوج وهم قومٌ وصفهم الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بأنّهم عراض الوجوه وصغار الأعين وجوههم كالمجان المطرقة ، وحدّث القرآن عن قصّتهم وكيف دعا قومٌ الملك الصّالح ذو القرنين أن يبني لهم سدّاً يحول بينهم وبين هؤلاء القوم المفسدين في الأرض فطلب منهم أن يعينوه على ذلك ويحضروه له الحديد فبنى السدّ ، فما يزال قوم يأجوج ومأجوج يحفرون فيه كل يومٍ ولكنّهم في كل يومٍ يعودون إليه يجدونه عاد كما كان حتى إذا حان أمر الله لهم بالخروج ، قالوا بعد الحفر نعود غداً لنكمل إن شاء الله فيستثنون فيعودون اليوم التّالي ويجدونه محفوراً فيكملون الحفر ويخرجون فلا يمرّون على نهرٍ إلاّ أنضبوه ولا أرضٍ مزروعةٍ إلاّ تركوها مقفرةً خاليه ويرمون سهامهم في السّماء فتعود عليها الدماء فيضلّهم الله ، ويقولون ها نحن علونا أهل السّماء وقهرنا أهل الأرض فيزدادوا إفساداً حتى يلجأ النّاس لسيدنا عيسى عليه السّلام فيدعو عليهم فيرسل الله النغف في أقفائهم ثم يرسل الطّير لتأخذ جيفهم ونتن أجسادهم وتمطر السّماء مطهرّةً الأرض من رجسهم ومعلنةً للعالم إنتهاء خطرهم وإفسادهم .