سنّة الحياة
نمرّ بمراحل متعدّدة كثيرة في حياتنا، ففي كل مرحلة نقابل أشخاصاً جدداً، فمنهم من يمرّون في حياتنا كعابر سبيل وينتهي، ومنهم من يكون له أثر كبير في جميع تفاصيل حياتنا، فلا نستطيع الابتعاد عنهم، لكن شاءت الأقدار وأخذ النصيب مجراه وتمّ الفراق، فهذه سنّة الحياة والتي يجب الرضوخ والاستسلام لهذا الواقع الجديد، والذي يخلو من الأشخاص القريبين على قلوبنا، وتأتي مرحلة الصراع بين ترك هذا الماضي ونسيانه وبين التفكير في المستقبل والبدء بحياة جديدة، لكن هذه المرحلة تعدّ من أصعب المراحل التي من الممكن أن تمرّ علينا، فالقلب يريد البقاء والعقل يريد النسيان، فأيهما يطغى على الآخر؟ لكن النهاية الحتمية تكون بسيطرة عقلنا علينا، من أجل أن نستطيع إكمال مسيرة حياتنا والبدء من جديد، فيجب علينا أن نقوم بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في حياتنا، ونبدأ بكتابة تفاصيل جديدة نرسم بها الخطوط العريضة للحياة التي سوف نعيشها من جديد.
طرق وخطوات التخلّص من التعلّق بشخص
لكي نتمكّن من التخلّص من التعلّق بشخص دخل حياتنا، يجب علينا القيام بعدة طرق وخطوات للقيام بذلك وهي:
- التقرّب من الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى تبديل حبّ هذا الشخص بالحي الزائد لله عزّ وجلّ.
- يجب علينا أن نؤمن ونقتنع من داخلنا، بأنّ كل شيء يسير في هذه الحياة، هو مقدّر ومكتوب لنا منذ أن وجدنا على هذه الحياة، فلا نستطيع فعل أي شيء لتغيير هذا النصيب والمكتوب، وأنّ الأشخاص الذين نتعلّق بهم، ثمّ يرحلون لا يمكن أن يعودوا لنا، فكل شخص يدخل إلى حياتنا، يكون له وقت محدّد ثمّ يغادرنا ويرحل.
- البدء في الحياة من جديد، من خلال وضع أهداف معينة للقيام بها في حياتنا، وتحقيق النجاح والتميز فيها، والعمل على الاستفادة من كل دقيقة في الحياة للقيام بشيء مفيد، وعدم للسماح لوجود فراغ في حياتنا، لأنّ الفراغ يؤدّي الى التفكير المستمر بالماضي، ويحول دون التطوّر والنجاح في اى مجال من مجالات الحياة.
- يجب علينا تجنّب الجلوس بشكل منفرد ولساعات طويل، بل يجب الانخراط في الأصدقاء والأهل، والخروج في نزهات من اجل الخروج من الجو الذي يسيطر علينا، والقيام بابتكار كل تعرف ما هو جديد، والقيام بأعمال لم يسبق لنا وان قمنا بها؛ لأنّها تدفعنا إلى الشعور بالمغامرة والاكتشاف لكلّ ما يدور من حولنا.
- يجب أن نقتنع بأنّ الحياة لا تقف عند شخص معين، بل تسير وتمضي الأيام سواء كان هذا الشخص موجود في حياتنا أم لا، فهذه هي الدنيا لا أحد يبقى على حاله، فالجميع في تغير مستمر في جميع مراحل وجوانب حياته، ولا أحد يشعر بالراحة المطلقة في حياته، لذلك يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على كل شيء؛ لأنّ الخيرة فيما أختاره الله، فلا يجب أن نحزن أو نبكي على خسارة أي شيء في حياتنا، لأنّنا لو امتلكناه لتعسنا في حياتنا، لقوله تعالى في كتابه العزيز: "وَعَسَى? أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ? وَعَسَى? أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ?".