قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" ؛ خلق الله سبحانه وتعالى جسم الإنسان في أحسن تقويم، وقد كان لكلّ عضو فيه مهمّة يقوم بها ليكون للإنسان هذا الجسم البديع في إعجاز خلقه. قد نغفل أحياناً عن أهمية وفائدة بعض الأعضاء، لكن إن حدث خلل بسيط فيها نوقن أنّ لا بدّ لكل عضو صغير مهمته التي يجب أن يقوم بها، منها "الدورة الدمويّة"، فتعرف على ما هى أهميته بالنسبة لصحة الإنسان؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.
تحتاج الدورة الدموية إلى العديد من الأعضاء في جسم الإنسان؛ من أجل أن تقوم بوظيفتها والتي تتمثل بضخ الدم من القلب إلى الدماغ، وإلى بقية أجزاء الجسم ومن ثم إعادتها الى القلب، ومنها القلب، والشرايين، والأوردة. فالقلب ، يقع تحت القفص الصدري ، مائل في موقعه إلى الجانب الأيسر من جسم الإنسان، وهو المضخة الأساسية في دفع الدم عبر الشرايين إلى باقي أجزاء الجسم.
كما وتعدّ الشرايين مهمة في هذه الدورة الدمويّة؛ لأنها تعمل على نقل الدم المحمل بالأكسجين والفيتامينات والمواد الغذائية إلى باقي الجسم، وسريان الدم يكون مع إتجاه الجاذبية الأرضية، وأما الأوردة رقيقة الجدار، تعمل على تنقية الدم من ثاني أكسيد الكربون والفضلات السامة حتى يعود إلى القلب سليماً من كل الملوثات، وأما ضخ الدم يكون ضد الجاذبية الأرضية. وتنقسم الأوردة إلى أوردة عميقة، وأوردة سطحية موجودة تحت الجلد .
وتنقسم الدورة الدموية في الجسم إلى دورتين: أوّلها الدورة الدموية الكبرى، حيث تعمل على مغادرة الدم بعيداً عن القلب إلى بقية الجسم ، حيث أن الجسم يمتص الأكسجين؛ عن طريق الشريان والأوعية الدموية الشعيرية، ومن ثم يتم امتصاص الدم غير المؤكسد عن طريق الأوردة، ثم تنتقل الى الأوردة الكبرى حتى تصب في الجوفين الأعلى والأسفل، حتى تدخل القلب في الجزء الأيمن وبهذا تكتمل العملية. أما الدورة الثانية فهي الدورة الدموية الصغرى، حيث أنها تعمل على نقل الدم الأزرق للرئتين؛ لتعمل على تصفية غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى الأكسجين، وبهذا يتحول الدم من اللون الأزرق إلى اللون الأحمر المملوء والمشبع بالأكسجين. وتعدّ هذه العمليتان مفصولتان عن بعضهما في كيفيّة عملهما.
وهنا تكمن أهمية وفائدة الدورة الدموية للجسم، لأنها تعمل على تصفية الجسم من الغازات السامة كغاز ثاني أكسيد الكربون، والمواد السامة، وأيضاً تحرير الدم من بعض المواد عن طريق البول خلال عملية الامتصاص والإفراز. وكما تساعد الدورة الدموية بتنقية الكبد من الملوثات، كما وتساعد أهمية وفائدة الدورة الدموية في قيام الإنسان في مهام حياته اليومية بشكل سليم، وتساعده على التنفس بشكل قوي والقيام بعملية الشهيق والزفير دون أي صعوبة تذكر،وهي أيضاً مهمة في عملية ضخ الدم التي تساعد في توصيل الغذاء للجسم وتجهيزها بالأكسجين .