الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله أما بعد.
من احسن وأفضل العبادات التي أمرنا بها دييننا الحنيف عبادة الصيام، وما دل على عظمته أنه ركن من الأركان الأساسية للإسلام فصوم رمضان من أهم هذه الأركان، ويوجد أيضا صيام النافلة، وهو الصيام الذي يبتغى به الأجر والثواب ويقوم به العبد بناءا على قدرته وهمته في طاعة الله.
وعلى الإنسان أن يعلم أن حياة المسلم كلها عبادة لله عز وجل وليس هناك يوم خاص للعبادة، فالمسلم في عبادة الله في كل وقت وهناك يوم اختص الله به أمته -امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- وفضلها الله على سائر أيام الأسبوع وهو يوم الجمعة.
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن الجمعة سميت بذلك لأنها مشتقه من الجمع، فالمسلمون يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة، وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة"، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: "فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة" فرض الله علينا صيام شهر رمضان وقد يضطر الإنسان أن يفطر أياما فيه وعليه قضاءها فيما بعد، فماذا لو صام يوم الجمعة قضاء؛ فالسؤال هنا ماحكم صيام يوم الجمعة قضاءاً ؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم صيام يوم الجمعة بعينه إلا ان يكون صيام يوما قبله أو يوما بعده فلا وجه في إفراد يوم الجمعة بالصيام إلا باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم.
ويدل على ذلك لما صامت إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فسألها هل صمت امس، فقالت لا، فقاللها هل تصومين غدا؟، قالت لا، قال لها وقتها أفطري. وسؤال آخر ربما يسأله السائل؛ هل يجوز صيام يوم الجمعة قضاء عن الفريضة؟
الإجابة: لا حرج في ذلك إن شاء الله، بحيث أنه هنا لم يخص يوم الجمعة، ولكن في ذلك تسهيل على الإنسان لأنه من الممكن أن يكون يوم الجمعة هو اليوم الوحيد في الأسبوع يوم راحته، فذلك أيسر عليه بسبب الأعمال، وإن صام يوما قبله أو بعده على سبيل الاحتياط فهو أفضل، وإن صام ثلاثة أيام يكون أبعد عن الشبهة،أاما النهي فقد جاء في التطوع فقط، فلا يتطوع الإنسان فيها وحدها.
وإن صادف يوم الجمعة يوم عرفه فصامه المسلم وحده فلا بأس بذلك لأن المسلم صامه صيام يوم عرفه ليس لأنه يوم الجمعة، وكذلك إن صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فصامه المسلم فلا حرج لأنه يوم عاشوراء وليس يوم الجمعة.
وأخيرا قال صلى الله عليه وسلم: "لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلتها بقيام"، فخصص هنا يوم الجمعة أو ليلتها.