الماء
يروي الماء عطش الإنسانَ في الصيف والشتاء، وينعش القلب والروح، ويعيدُ الحيويّة والنشاط للجسم، فهو عماد الحياة، وبدونه لا حياة على الأرض، ولكن الكميّات التي يجب شربها يوميّاً من الماء تختلف من شخصٍ إلى آخر ومن عمرٍ إلى آخر، فالأطفال مثلاً من فوق عمر السنة تقريباً يجب عليهم شرب ما بين 0.8 إلى 1.4 لتر يوميّاً، والمراهقون يحتاجون ما يقارب 1.6 لتر ماء يوميّاً، أمّا البالغون فيجب عليهم شربُ ما يقارب الثمانية أكوابٍ يوميّاً.
هناك حالاتٌ تستدعي شربُ كميّاتٍ كبيرةٍ من الماء؛ مثل ممارسة الرياضة؛ لأنّ الشخص يفقد كميةً من السّوائل أثناء التمرين عن طريق العرق ويجب تعويضها، وأيضاً عند اتباع الحميات لقليل الوزن يجب رفع الكميّة المشروبة إلى 2-3 لتر يومياً، ولكنّ هناك أشخاصاً يشربون الماء فوق احتياجاتهم، ظنّاً منهم بأنّ الكميات الكبيرة من الماء ستفيدهم، وهم لا يعرفون أن هناك أضراراً كثيرةً إثرَ شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء، وهذا ما سنوضّحه هنا.
أضرار الإكثار من شرب الماء
- بدايةً لا بدّ من العلم من أنّ الكلى عبارةٌ عن أنسجةٍ مرنةٍ ومساميةٍ تجعل الكلى تصرف السوائل وترشحها وتعاود الامتصاص مرةً أخرى، فهي ليست أنبوبة صمّاء تصرفُ الماءَ ميكانيكيّاً بكميّات كبيرةٍ، فالكلية مثل الإسفنجة تمتصّ كميةً معينةً من السوائل، ثمّ تغلق مسامها ولا تمتصّ غيرها حتى تصرف وترشح ما امتصته، وبذلك لا يتم إخراج كلّ السوائل التي يدخلها الإنسان إلى جسمه، فيمرّ فقط جزءٌ معينٌ والباقي يخزن في الجسم؛ ويتركز تخزينه في الساقين.
- حدوث مشاكل وعيوب في الكلى؛ مثل انسداد مسامها، بسببِ زيادة نسبة الكيراتين (بسبب زيادة أكل اللحوم)، يسبّب مشاكلَ صحيّة كثيرة بسبب عدم إخراج كلّ السوائل التي يدخلها الشخص إلى جسمه، وقد يصلُ الأمر إلى حالة الفشل الكلويّ بسبب إجهاد الكلى، والعمل المتواصل لإخراج السوائل.
- الإكثار من شرب الماء يسبب تعبَ القلب وإجهاده، وحدوث تضخّمٍ فيه، مما يسبب تضخّماتٍ في أجزاءٍ مختلفةٍ من الجسم، مثل تضخم الرئة.
- تسبّب كثرة تناول السوائل العديد من أمراض العظام، والأمراض الجلديّة.
- حسْبَ دراساتٍ صادرةٍ من جامعة بنسلفانيا الأمريكيّة، فإنّ عدم شرب الكميّة اللازمة في اليوم لا يضرّ بصحّة الإنسان، على عكس كميّات زائدة عن الحاجة، لذا توصي الدراسة بشرب الماء عند العطش، وقالت الدراسة إنّ شربَ الماء الكثير ليس له علاقةٌ بإنزال الوزن، خلافَ ما يعتقد الكثير من الناس.
