وسواس الصلاة
لن نتحدّث عن أهمية وفائدة الصلاة فهي فرضٌ على كُل مُسلم بالغ عاقل، وبالرغم من إيمان المُسلم بهذه الفريضة إلا أنه قد يتعرض لوساوس خلال صلاته، فإبليس يُحب إلهاء العبد عن ربِّه بشتى الوسائل، والشيطان المسؤول عن إدخال الوساوس إلى قلب المُسلم خلال صلاته يُسمى خنزب، فكيف للمُسلم التغلُّب عليه؟ هذا هو محور موضوعنا إن شاء الله.
علاج و دواء وسواس الصلاة
إن الشيطان خنزب مُهمته الأساسية زرع الوساوس لمنع المُسلم عن الصلاة، فإن لم يستطع ذلك وقام المُسلم ليُصلي يبدأ في محاولات لإلهاء المسلم عن صلاته، وبالتالي فقد يُخطئ المُسلم أو ينسى القيام بأحد أركان الصلاة بفعل هذه الوساوس، وأوّل ما يجب القيام به في هذه الحالة هو التعوُّذ من الشيطان، وأمور أخرى سوف تُساعد المُصلّي على أداء صلاته بشكل سليم، ودحض الأهداف التي يسعى الشيطان لتحقيقها:
- من الناحية النفسية فإن اقتناع المُصلي بأنه لا يستطيع تأدية صلاته كما يجب؛ بسبب وساوس الشيطان هي من أهم الما هى اسباب التي يجب مقاومتها، وهذا لن يتحقق إلا بقُوة الإرادة، فالله عز وجل كرّم المُسلم وأعطاه فُرصة للسعي نحو الخير في الدّنيا، وهو أقوى من أي شيطان قد يُحاول إبعاده عن عبادته.
- النيّة الخالصة لله بحيث ينوي المُصلي الصلاة لأداء فريضة تُقربه من الله عز وجل.
- الاستعاذة من الشيطان قبل الصلاة، والتأمُّل قليلاً في عظمة الخالق وأن الله لن يخذل عبده وسيجعله يستطيع تأدية صلاته على أكمل وجه، باختصار "الثقة بالله والتوكل عليه قبل أداء الصلاة".
- الصلاة في مكان هادئ بعيداً عن أي مصدر للإزعاج.
- الدعاء والرجاء من الله أن يُبعد وساوس الشيطان وأن يُزيلها من قلب المُصلي، ويُمكن عمل هذا أثناء الصلاة في رُكن السجود، والدعاء بعد الصلاة أيضاً.
- الجهر في الصلوات المسموح بها الجهر، فعندما يسمع المُصلي صوته وهو يُردد آيات الله سوف ينشغل تفكيره فيما يقول وبهذا يُبعد وسوسة الشيطان عنه.
في السيرة النبوية نجد حلولاً لمُعظم المشاكل وعيوب التي نواجهها، فقد وردنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنَّ عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.(رواه مُسلم).
بعض علامات و دلائل الوسواس في الصلاة
لوسوسة الصلاة علامات و دلائل يشعر بها صاحبها، ومنها:
- الشعور بالضيق عند التكبير "تكبيرة الإحرام، وكذلك عند قراءة القُرآن في الصلاة، وينتهي هذا الشعور بانتهاء الصلاة.
- شعور المُصلي دائماً بأنه قد نسي رُكناً أو ركعة، مما يضطره لأداء سجود السهو بعد كُل صلاة، أو إعادة الصلاة من جديد.